دفاتر قضائيةرياضة

لماذا يقبع ثلاثة رؤساء سابقين للوداد والرجاء البيضاويين في السجن؟

دابا ماروك

في مشهد غير معتاد على الملاعب الرياضية، أصبح ثلاثة من رؤساء لناديي الوداد والرجاء البيضاويين السابقين موضوعًا ساخنًا في الأخبار. هؤلاء الرؤساء هم: سعيد النصيري صاحب الابتسامة الحمراء، محمد بودريقة الذي قاد الرجاء إلى العالمية، وعزيز البدراوي الذي أُطلق عليه لقب “رئيس الغفلة”. جميعهم ليسوا في موقف يحسدون عليه، بل يقبعون في السجون لأسباب مختلفة تتعلق بقضايا مالية وإدارية، ليصبحوا مثالًا آخر على أن كرة القدم ليست دائمًا اللعبة الجميلة.

سعيد النصيري: من الابتسامة الحمراء إلى السجن!
لنبدأ بسعيد النصيري، صاحب الابتسامة الحمراء التي كانت تزين وجهه في كل مقابلة صحفية أو ظهور إعلامي. هذا الرئيس الذي كان يُعتبر من الوجوه البارزة في تاريخ النادي، وقع في فخ قضايا مالية قد تكون أكثر تعقيدًا مما يعتقد البعض. تورطه في ملف “إسكوبار الصحراء” يُعد من أبرز الأسباب التي أدت إلى دخوله السجن. ملف معقد يضم شركات وصفقات مشبوهة، ليكتشف الجميع أن الرئيس الذي كان دائمًا مبتسمًا قد تورط في قضايا تتعلق بالفساد المالي وقضايا أخرى. الابتسامة الحمراء، كما يبدو، كانت تغطي على صفقات غامضة!

محمد بودريقة: من القمة إلى السجن
أما محمد بودريقة، الرئيس الذي قاد فريق الرجاء إلى العالمية وجعله يتألق على الساحة الإفريقية والدولية، فقد كانت مسيرته الرياضية مشرقة لدرجة جعلت اعتقاله بمثابة صدمة لعشاق الفريق. سبب اعتقاله في ألمانيا لم يتضح تمامًا، ولكن تشير بعض التقارير إلى اتهامات مالية قد تتعلق بتعاملات غير قانونية. من كان يُعتبر رمزًا من رموز النجاح في عالم الرياضة، أصبح اليوم جزءًا من قصة محزنة، حيث يُستجوَب حول أموال وأمور قد تكون فُقدت في طريق صعوده.

عزيز البدراوي: رئيس الغفلة وتلاعب بالصفقات
أما عزيز البدراوي، الذي أطلق عليه البعض لقب “رئيس الغفلة”، فقد كان بالفعل صاحب شركة النظافة التي أثارت الجدل. البدراوي الذي جاء إلى رئاسة الرجاء في غفلة من الزمن وبعد فترة من التذبذب الإداري، تورط في قضية التلاعب في صفقات النظافة. ومن المفارقات، أن هذه القضية تضم صفقات كان هو نفسه طرفًا فيها، كونه صاحب الشركة التي تم التعاقد معها. إضافة إلى ذلك، تورط البدراوي مع رئيس جماعة بوزنيقة في صفقات مشبوهة، ليجد نفسه في السجن بجانب الرئيس الذي كان يجاوره في هذه العمليات. فهل كان البدراوي مجرد “واجهة” لهذه التلاعبات، أم كان هو المتحكم الفعلي؟ لا شك أن هذه القضية تضع علامات استفهام كبيرة حول شفافية الإدارة في النادي خلال فترة رئاسته.

التساؤلات: لماذا هذا التزامن؟
يبقى السؤال الأكبر: هل هي مجرد مصادفة أن يتواجد هؤلاء الرؤساء في السجن في نفس الوقت؟ أم أن هناك ما يربطهم في قضايا فساد مالية معقدة؟ هناك من يرى أن كرة القدم في المغرب، خاصة في الدار البيضاء، ليست مجرد لعبة، بل هي ساحة حرب تجتمع فيها المصالح المالية والسياسية، سيما وأن النصيري وبودريقة يعدان نائبين في البرلمان. صفقات مشبوهة، وعقود غير شفافة، وفضائح مالية ترفع من درجة التشويق في هذا المسلسل الذي قد لا ينتهي.

الختام: إلى أين تسير كرة القدم البيضاوية؟
الرجاء الرياضي كان ولا يزال واحدًا من أكبر الأندية في إفريقيا، ولكن لا يمكن إنكار أن سمعة الناديين قد تضررت بشدة جراء هذه الاعتقالات مع استمرار التحقيقات، يبقى الغموض يلف مستقبل هؤلاء الرؤساء، الذين كانوا بالأمس رموزًا للنجاح واليوم تحولوا إلى أبطال قصة فساد. هل سيعيد الناديان بناء نفسهما، أم أن الطريق طويل أمامهما قبل أن يستعيد ثقتهما؟ الإجابة ربما تظهر مع الأيام، لكن ما هو أكيد أن الكرة البيضاوية في الدار البيضاء تحتاج إلى الكثير من الإصلاحات، ليس فقط داخل الملاعب، بل أيضًا في الإدارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى