
الازدحام في شوارع المدن الكبرى: ملحمة يومية لا ينتهي فصلها!
دابا ماروك
إذا كنت قد قررت أن تخرج في الصباح الباكر إلى العمل أو الجامعة في مدينة كبيرة، فأنت على موعد مع مغامرة من نوع خاص، تعرفها جيدًا تحت اسم “الازدحام”. لن تحتاج إلى تذكرة سفر أو تأشيرة لدخول عالم آخر، فقط ادخل سيارتك، وستجد نفسك في رحلة لا تنتهي من التنقل بين السيارات والجرارات وأحيانًا الدراجات النارية التي تعتقد أنها سيارات فورمولا 1.
نبدأ، على سبيل المثال، بما يسمى “الطابور المثالي”. هو ذلك الطابور الذي لا يتقدم أبدًا رغم أنك تتبع حركة السيارات بشكل دقيق كما لو كنت تلعب لعبة “سوبر ماريو” في الحياة الواقعية. يبدأ ببطء ثم يتوقف فجأة وكأن الجميع قرروا أن يأخذوا قسطًا من الراحة في منتصف الطريق. ثم يبدأ الشغب عندما يقرر سائق سيارة “الميني فان” أن لديه مهمة وطنية ويجب عليه المرور بأي ثمن، محطماً بذلك كل قواعد المرور والاحترام المتبادل بين السائقين. في تلك اللحظة، تشعر وكأنك في عرض مسرحي حيث كل سائق يؤدي دور البطل الذي “لا بد أن يمر”.
المرحلة الثانية هي “التكتيك الرياضي”، حيث يدخل السائقون في مسابقات رياضية من نوع خاص. أولًا، اختبار “من يضغط على بوق السيارة أكثر”، ثم اختبار “من يعبر الخطوط البيضاء بدون التوقف أكثر براعة”. وإذا كنت قد فكرت يومًا في أن تخوض مغامرة أخرى، فهناك دائمًا “الابتكار الإبداعي”، وهو اختراع طرق جديدة للهروب من الازدحام: الشوارع الخلفية، الأزقة الضيقة، حتى الأرصفة! كما لو كانت كل سيارة صغيرة عبارة عن طائرة هليكوبتر.
وفي النهاية، بعد هذه التجربة الطويلة، تصل إلى وجهتك مع شعور غريب من الفخر والإنجاز. لقد اجتزت بحر الازدحام، وليس مهمًا إذا تأخرت ساعتين، المهم أنك نجحت في عبور عالم الأبطال الذي يُسمى “الازدحام المروري”.
هذه هي رحلة يومية تأخذك إلى قلب المدينة بكل ما فيها من عجائب و”ابتكارات” في طرق القيادة.