مجتمع

إضراب على الطريقة الطبية: وصفة احتجاجية بجرعات مدروسة!

دابا ماروك

قررت اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين في المغرب رفع “جرعة النضال” بوصفة مزدوجة: إضراب وطني يومي الثلاثاء والخميس من كل أسبوع. ولا تقلق، عزيزي المواطن، فاللجنة طمأنت الجميع بأن “الإنعاش والمستعجلات” ستظل مستثناة، لأنهم أطباء وليسوا وحوشًا.

وإن كنت تتساءل: “لماذا كل هذه الجلبة؟”، فالإجابة بسيطة: الأطباء يريدون تحسين بيئة عملهم، ظروف تكوينهم، وأجرًا يكفي لتسديد ثمن السماعة الطبية التي أصبحت تُعامل وكأنها قطعة مجوهرات نادرة.

أما وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي، فتمثلان “الكومبارس” في هذا المشهد الدرامي، تُتهمان بالتجاهل و”تجاهل التجاهل”. واللجنة تُحمّلهما المسؤولية كاملة، لأن الأطباء ليس لديهم وقت لتقسيم اللوم، فهم مشغولون بإضرابهم المُتقن.

وفي خطوة أقل درامية وأكثر “أكاديمية”، الأطباء أكدوا أن إضرابهم لا يشمل الأنشطة التكوينية والتعليمية، لأنهم، كما جاء في البلاغ، لا يريدون أن “يُعاقبوا العلم” على ذنوب السياسات الصحية.

أما التصريحات الختامية للبلاغ، فهي أقرب إلى خطاب تعبئة قبل معركة. الأطباء شددوا على أن صبرهم له حدود، وكرامتهم خط أحمر، والمواطن المغربي يستحق خدمات صحية “لائقة” – تعريف “لائقة”- هنا قد يكون أرقى من القاعة التي يجلس فيها المرضى لساعات على كراسي مهترئة.

اللجنة اختتمت نداءها بدعوة زملائهم للالتفاف حول مطالبهم، لأن النضال بالنسبة لهم ليس مجرد خيار، بل أصبح “سبيلًا لاستعادة الكرامة”، وهذا بالتأكيد يجعلنا نتساءل: هل سيستمع أحد؟ أم أن الإضراب سيصبح مجرد “تمرين أسبوعي” على ضبط النفس؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى