
كرة القدم المغربية: عندما تتحول الملاعب إلى مسرحيات هزلية!
دابا ماروك
في مسرحية جديدة من مسرحيات الكرة المغربية، أصدرت اللجنة التأديبية للفيفا قرارًا صارمًا يقضي بمنع 11 ناديًا مغربيًا من تعزيز صفوفها في سوق الانتقالات. السبب؟ تأخر الأندية في دفع مستحقات لاعبيها وأطرها السابقين. نعم، في بلد يعشق كرة القدم، تحوّلت أنديتنا إلى ما يشبه مقاولات صغيرة فاشلة تعجز عن أداء “السميك” الرياضي!
من هم الضحايا؟
القائمة تضم أندية من مختلف المستويات، من “العمالقة” مثل الوداد والرجاء، إلى “الكادحين” كجمعية سلا ووداد تمارة. الجميع في نفس القارب، قارب مثقوب يغرق ببطء وسط بحر من الأزمات المالية وسوء التدبير.
ماذا يعني هذا القرار؟
ببساطة: إذا كنت رئيسًا لنادٍ مغربي، فهذا وقتك للابتكار! ربما تفكر في “تدوير” اللاعبين أو اللجوء لحلول تقشفية مثل طباعة أقمصة الفريق بنفسك أو تدريب اللاعبين في الحدائق العامة لتوفير ثمن الكراء. أما بالنسبة لجمهورك، فلا بأس من بعض التمارين على الهتاف بأسماء اللاعبين القدامى لأن الصفقات الجديدة باتت حلمًا بعيد المنال.
الدوري المغربي: بين الفن والواقع
الحقيقة المرة هي أن أنديتنا تعيش واقعًا مريرًا. فبينما تتباهى بتقديم أروع العروض على الملاعب الإفريقية، يبدو أنها تحتاج لدورات تدريبية في “إدارة الأزمات المالية” أكثر من احتياجاتها لحصص في اللياقة البدنية. كيف لا؟ ونحن نرى أندية تحلم بمجد قاري بينما تعجز عن دفع راتب مدرب حراس المرمى!
رسالة للأندية المغربية: “حتى لا نصبح أضحوكة“
ربما حان الوقت لتسوية الأمور مع الفيفا ومع أنفسكم أولًا. اعتبروها فرصة للتأمل: كيف يمكن لفريق بحجم الرجاء أو الوداد أن يتأخر في تسديد مستحقات لاعب أو مدرب؟ أم أن الشعار الجديد هو: “نعيش اليوم ونترك الفيفا تحاسبنا غدًا”؟
وفي الختام…
كرة القدم المغربية ليست فقط لعبًا على العشب الأخضر، بل هي صورة لواقع إداري يعاني من غياب الكفاءة. إذا استمرت الأمور على هذا المنوال، فلا تستغربوا إذا بدأنا موسمًا جديدًا من الدوري تحت عنوان: “الدوري بدون تعاقدات… أو بدون كرامة.