بوسكورة.. حين تحول الفيسبوك إلى محكمة شعبية والمستشارون إلى نجوم فضائح!
دابا ماروك
في واحدة من أكثر القضايا غرابة وسخرية، قرر مهاجر مغربي، يدير صفحة فيسبوكية متخصصة في “فضح الفساد”، أن يأخذ العدالة بيديه، أو بالأحرى بـ”تدويناته”، لكنه بدل أن يحصل على وسام شرف من الشفافية، حصل على ثلاث سنوات سجنا نافذا، مع غرامة رمزية قدرها 2000 درهم (للتذكير: أقل من ثمن هاتف محترم!).
أما المستشاران الجماعيان، اللذين يفترض أنهما يمثلان المعارضة في المجلس الجماعي، فقد انضما للعرض المسرحي، متورطين في نفس اللعبة “الفيسبوكية”، ليحصل كل منهما على حكم بثمانية أشهر حبسا نافذا. يبدو أن السياسة في بوسكورة لا تكتفي بالاجتماعات والميزانيات، بل تدخل أيضًا ساحات السوشيال ميديا بكل قوة.
القصة أخذت منحنى هزليًا عندما اتضح أن هذه الشبكة، التي تحولت إلى كابوس لمستثمري بوسكورة وسيداتها الأعمال وحتى رؤسائها السياسيين، كانت تكتب منشورات تدعي فضح الفساد، بينما الهدف الحقيقي كان الضغط للحصول على “رشاوى فيسبوكية”، تُسدد لحذف التدوينات.
عناصر الدرك الملكي، في دورهم كأبطال القصة، اقتحموا الكواليس وحولوا المسرحية إلى قضية جنائية متقنة، بعدما كشفوا “فريق الأحلام الفيسبوكي” عبر تحليل هواتفهم، ومطاردة كل من اشتكى أو اشتبه فيه، ليصلوا إلى كشف الحقيقة خلف “اللايكات” و”الشير”.
والنتيجة؟ مهاجر في السجن، مستشاران في أزمة، وسياسيون ومستثمرون يحتفلون بأحكام التعويض التي يبدو أنها ستجعل الجميع يعيد التفكير قبل الضغط على زر “نشر.