مول الشكولاتة” يعلن: التعليم الخاص يغذي الطب.. والتعليم العمومي يغذي التعليم الخاص!
دابا ماروك
في عز الجدل حول أسعار التعليم الخصوصي بالمغرب، خرج وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، المعروف شعبياً بـ”مول الشكولاتة”، بتصريح يُظهر فيه حبه الأبدي للمدارس الخاصة، واصفاً إياها بـ”المُنقذ العظيم” الذي يحمل عن التعليم العمومي همّ المليون تلميذ، وكأن التعليم العمومي في إجازة مدفوعة الأجر.
قال برادة، بكل جدية وربما فخر: “75% من المقبولين في كليات الطب هم أبناء التعليم الخاص، والبقية من التعليم العمومي فقط كي لا يشعر البقية بالإهمال!”. ونسي الوزير أن يضيف: “وبالمناسبة، أساتذة التعليم العمومي هم من يدرّسون في المدارس الخاصة بعد الظهر؛ لأنهم أعمدة التعليم الخاص وسقفه!”.
لم يكتفِ “مول الشكولاتة” بالتغني بمآثر التعليم الخاص، بل أكد أن الأسر “الواعية” تسهر على توفير دروس إضافية وبيئة تعليمية راقية لأطفالها، بينما أسر التعليم العمومي يبدو أنها تكتفي بتوفير الشاي بالنعناع وانتظار النتائج! “الأمور مختلفة والمقارنة لا تستقيم”، هكذا ختم الوزير، وكأنه يوجه تحذيراً خفيف الظل لكل من تسوّل له نفسه المقارنة.
التعليم العمومي: من أستاذ إلى معلم خصوصي بعد الظهر
في محاولة لتلميع صورة التعليم العمومي قليلاً، أعلن الوزير عن مبادرة جديدة: “المدرسة الرائدة”، التي قال إنها استلهام هندي لكن مع “نكهة مغربية”. ووفقًا له، أصبح المفتش الآن “كوتش”، ليواكب الأساتذة بدلًا من “تأنيبهم”، وكأن التعليم في المغرب تحول إلى برنامج تطوير ذاتي.
أما عن الحل السحري للاكتظاظ، فقال الوزير إن بناء 181 مؤسسة و2230 قسماً جديداً هو خطوة عظيمة. المشكلة؟ الاكتظاظ ليس في الفصول فقط، بل في العقول، حيث ما زال التخطيط يتم بمبدأ “أجي نهار تمشي نهار”.
وفي النهاية، بعد أن استعرض الوزير كل أرقام المتمدرسين وشرح كيف أن التعليم الخاص هو المستقبل، والتعليم العمومي هو الماضي، طرح سؤالاً عميقاً: “فين تكافؤ الفرص؟”. الجواب؟ ربما سيأتي في شكل إعلان جديد: “مدارس عمومية بإدارة خصوصية.. قريبا في حيكم.