دابا ماروك
هل سمعتم عن فن الإطالة؟
خرج مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، ليؤكد بنبرة حازمة أن الحكومة بريئة من “التلاعب بالوقت” في الإعلان عن نتائج مباريات المناصب العليا، وأن التمديد لبعض المناصب، كمنصب مدير أكاديمية الرباط-سلا-القنيطرة، لا يحمل أي “مصالح خفية”. كلا، إنها فقط قوانين ومراسيم تحتاج إلى طقوس خاصة لإتمامها، ربما تتطلب جلسات تأمل أو استحضار الأرواح التشريعية.
تمديدات قانونية أم دروس في الصبر؟
أوضح بايتاس أن التعيينات ليست “ميكانيكية” (لأن الميكانيكا أسرع بكثير)، وأن المشرع سمح للحكومة بالتمديد “حتى اكتمال المساطر واحترامها”. يبدو أن كلمة “احترام” هنا تحمل معاني جديدة، كاحترام البيروقراطية وتقديس التأجيل. فالحكومة، كما يقول بايتاس، مصممة على إبقاء المرافق العمومية تعمل، حتى لو احتاجت إلى دوزنة القانون على إيقاع “سيروا بشوية”.
تأمين صحي شامل… ولكن بشروط!
في موضوع آخر، تحدث بايتاس عن قانون التأمين الإجباري عن المرض (أمو)، الذي وُصف بأنه نعمة مشروطة. الفكرة بسيطة: إذا كنت قادرًا على دفع واجبات الاشتراك، مبروك عليك التأمين! أما إذا لم تكن، فعليك الانتظار حتى تُحل “خاناتك” ضمن الـ3.8 ملايين شخص المستفيدين. ولا تقلق، الحكومة مستعدة لتغيير هذه الخانات… يومًا ما.
ما الجديد في جيب المواطن؟
بالمناسبة، لا توجد تغييرات في قيمة المساهمات حتى الآن، لكن بايتاس فتح الباب أمام إمكانية التعديل مستقبلاً. الترجمة: “لا جديد حاليًا، لكن احتفظوا بمحفظتكم مفتوحة، فقد تأتيكم مفاجآت لاحقًا”.
- لماذا الاستعجال؟
إذا كانت القوانين والمراسيم هي التي تعيق السرعة، فمن صاغها؟ الحكومة نفسها. وكأننا في مشهد كوميدي حيث البطل يخلق المشكلة ليبرر الحل البطيء. - “المساطر القانونية” كدرع دفاعي
المساطر القانونية أصبحت الشماعة الرسمية لكل تأخير. لماذا لا نسمع عن نفس المساطر عندما يتعلق الأمر بمشاريع أو صفقات يتم تمريرها بسرعة البرق؟ يبدو أن المساطر تعرف متى تُسرّع وتُبطّئ حسب أهمية الموضوع… أو الأطراف المستفيدة. - التأمين الإجباري: حلم مؤجل؟
النظام الصحي الجديد يبدو كأنه لعبة فيديو: كل مرة تصل إلى مرحلة جديدة، تظهر شروط إضافية. التأمين حق، لكن القواعد والإجراءات تجعل الوصول إليه وكأنه تحدٍ في سباق الحواجز.
الخلاصة:
تبدو الحكومة وكأنها تخوض سباقًا بطيئًا مع الزمن، حيث التمديد فن، والتأخير سياسة، والمساطر القانونية قد تكون مستوحاة من رواية طويلة جدًا. أما المواطن، فله الانتظار بصبر، لأن “الأمور تأخذ وقتها”… ووقته أيضًا.