من “تربية الشعب” إلى “التعليم في الشوكولاتة”: أخنوش يبدع في إصلاحات، لكن هل هي فعلاً إصلاحات؟
دابا ماروك
يبدو أن رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، كان جادًا في وعده بتربية الشعب على طريقته، خصوصًا بعد أن جلب “مول الشوكولاتة” لتولي وزارة التعليم والرياضة. نعم، ذلك الوزير الذي عندما يُسأل عن خطة إصلاح التعليم، يرد بتلعثم يحاول فيه إقناعنا أنه يفهم التعليم مثلما يفهم الشوكولاتة. في خطوة لم يسبق لها مثيل، قرر أخنوش أن التعليم في المغرب بحاجة إلى “إصلاح عميق” – لكن السؤال هنا، هل هذا الإصلاح يتطلب المزيد من الشوكولاتة أم مجرد خطط مدروسة؟
أثناء الاجتماع الوزاري اليوم، أكد أخنوش أنه يسير على الطريق الصحيح في ما يتعلق بإصلاح التعليم. فقد أدرج “خارطة الطريق” التي تهدف إلى تحسين الجودة، زيادة الأنشطة المدرسية، وتقليص الهدر المدرسي، ولكنه نسي أن يشير إلى الخطوة الأهم: تعليم الوزراء كيفية تحرير توصية من سطرين باللغة العربية. لا تهم التفاصيل الصغيرة مثل التحسين الفعلي لجودة التعليم، بقدر ما تهم زيادة الميزانية لتصل إلى 91 مليار درهم بحلول 2025 – زيادة جميلة ومثيرة، تمامًا مثل زيادة معدلات التساؤلات حول أين تذهب هذه الميزانية.
أما وزير التعليم، محمد سعد برادة، فقد أصر على أن الوزارة تُركز على “جودة التوظيف” و”تحفيز الأطر”، بينما لا يزال المواطنون يتساءلون: هل الجودة في التوظيف تعني تعيين الوزير نفسه، “مول الشوكولاتة”؟ وهل تحفيز الأطر هو مجرد توفير الشوكولاتة لهم أثناء الاجتماعات؟
وبالحديث عن مؤسسات الريادة، التي أصبح الجميع يتحدث عنها كما لو كانت اختراعًا جديدًا، يبدو أن الحكومة قد وجدت الحل السحري: توسيع المدارس الريادية، لتشمل 2.6 مليون تلميذ. هل هذا هو الإصلاح؟ يبدو أن الحل هو فقط في إنشاء مدارس “ريادية” على الورق، بينما لا يزال العديد من التلاميذ يتلعثمون في فهم أساسيات اللغة العربية والرياضيات.
لكن لا تقلقوا، فمع الزيادة الكبيرة في الميزانية، سنكون قادرين على تطوير تعليمنا بشكل كامل، لكن بشرط أن نفتح عيوننا على الشوكولاتة!