المحمدية/ حي ديور القراعي: من تاريخ التأسيس إلى إشاعات الحاضر
دابا ماروك
حي ديور القراعي، الواقع بمدينة المحمدية، يعد واحداً من الأحياء العريقة التي تعكس إرثاً حضارياً تركه المعمر الفرنسي للمغرب، حيث تأسس خلال فترة الاستعمار الفرنسي. هذا الحي، الذي أصبح لاحقاً ملكاً للدولة المغربية، تم تفويته لصندوق الإيداع والتدبير عبر شركة تابعة تُعرف باسم “ديار المدينة”.
من الإيجار إلى التمليك: رحلة الساكنة
على مدى سنوات، عمل سكان الحي على تحقيق حلم التمليك، وهو ما تحقق لغالبية العائلات بفضل جهود كبيرة بذلتها أطراف متعددة. ومع ذلك، لا يزال بعض السكان يؤدون وجيبة كرائية سنوية، مما يبرز تفاوتاً في أوضاع الساكنة داخل الحي نفسه.
لماذا “ديور القراعي”؟
الاسم غير الرسمي “ديور القراعي” يعكس بساطة الحقبة التي شُيد فيها الحي. المنازل بُنيت باستخدام “الأجور” (نوع من الطوب القديم)، الذي يشبه في شكله قنينة، مما ألهم السكان لإطلاق هذا الاسم. بمرور الوقت، أزال أكثر من 90 % من السكان هذا الطوب القديم وأعادوا بناء منازلهم بمبالغ ضخمة بلغت ملايين السنتيمات.
البناء المرخص وغير المرخص: معايير متباينة
حصل معظم السكان على تراخيص بناء الطابق السفلي وطابق علوي واحد، إلا أن الواقع الاجتماعي فرض بناء طوابق إضافية بسبب الكثافة السكانية. هذه التوسعات شملت أنماطاً مختلفة من البناء، منها المرخص والذي تم وفقاً للمعايير، وغير المرخص الذي لم يكن عشوائياً بالكامل، حيث التزمت غالبية الأعمال بمعايير الجودة والمواد الأولية. لكن التحدي يكمن في عقليات متباينة، حيث التزم البعض بجودة البناء فيما اختار آخرون التقشف على حساب السلامة والمتانة.
إشاعات تهدد الاستقرار
مؤخراً، انتشرت إشاعة مفادها أن الحي سيخضع لنزع الملكية. هذه الشائعة، التي تبدو مغرضة، أثارت قلق السكان وأثرت على استقرارهم النفسي. وتشير التحليلات إلى أن مروجي هذه الإشاعة لديهم أهداف خفية تسعى إلى إثارة البلبلة داخل المجتمع المحلي. الجدير بالذكر أن انتشار هذه الأخبار تزامن مع زيارة وكيل “ديار المدينة” للحي لإجراء إحصاء للسكان القاطنين في المنازل المستأجرة، مما زاد من التكهنات بين السكان.
البناء على شائعات
الشائعات في الأحياء السكنية ليست جديدة، لكنها تحمل أثراً مدمراً على النسيج الاجتماعي، خصوصاً عندما تكون غير مدعومة بأي أدلة. الإشاعة الحالية قد تكون محاولة من “عدو المدينة” لتحقيق أهداف شخصية أو ضرب استقرار الحي، ما يستوجب التعامل بحذر وعدم الانجرار وراء مثل هذه الأخبار دون تحقق.
الرسالة للسكان
من المهم أن يدرك سكان ديور القراعي أن الحفاظ على استقرار الحي يبدأ بتعزيز الوعي الجماعي واللجوء إلى المصادر الرسمية للحصول على المعلومات. الإشاعات قد تكون أداة خبيثة في يد من يسعى لإحداث الفرقة والتوتر.
في الختام، يُعد حي ديور القراعي مثالاً حياً على صمود سكانه في وجه التحديات المتعددة، من التمليك إلى البناء، وصولاً إلى مواجهة الإشاعات. ولعل أبرز رسالة يمكن توجيهها اليوم هي: “لا تدعوا الأخبار غير الموثوقة تُفسد استقراركم، وثقوا بأن مستقبل الحي بأيديكم أنتم.”
ان جل سكان ديور لقراعي وديور نيكولا وديور اكرم اصبحوا يعانون نفسيا من هذه الاخبار وزنقة سوس والحوانت والمارشي وحتى سكان القصبة ومما زاد خوفهم هو مشاهدتهم السلطات تهدم منازل المواطنين ظلما وعدوان