لارام: حيث تدفع ثمن الرحلة وتنتظر التعويض حتى تسافر في الأحلام!
دابا ماروك
أهلاً بكم في عالم “لارام”، حيث تبدو الاسترجاعات المالية وكأنها مشروع قانون معقد يستغرق سنوات طويلة في البرلمان! نعم، نحن هنا في قلب المغرب حيث المسافرون، الذين دفعوا أموالهم مقابل تذاكر كانت لهم بمثابة تذكرة حلم إلى أماكن بعيدة، يجدون أنفسهم فجأة في صراعٍ مرير مع الجدران الصماء لشركة الخطوط الجوية الملكية المغربية، التي يبدو أنها قررت أن الاسترجاع هو أمر غير قابل للتحقيق، ربما لأنه يتطلب مهارات خاصة في فهم “حقوق الإنسان” أو “أدب التواصل”!
بالطبع، هؤلاء الزبناء هم فقط أولئك الذين لديهم الجرأة للاستمرار في السفر عبر هذه الشركة، رغم كل شيء. على مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت الشكاوى والمطالبات على أمل أن يتمكنوا من الحصول علىما دفعوه من واجب التذكرة، لكن كل هذا كان يبدو كأنهم يطلبون من “لارام” إحضار السحاب إلى الأرض.
يا لها من دراما! الزبناء يطالبون بحقهم الطبيعي في استرجاع واجبات تذاكر رحلات تم إلغاؤها بقرارات إدارية، ولكن ردود الشركة… آه، الردود! كأنها مقاطع موسيقية تُعزف على آلة أكوستيك قديمة، غير مُتسقة وغير قابلة للفهم. رسائل مبهمة من فريق خدمة العملاء، الذين يعاملون كل شكوى وكأنها سيلفي فاشل يريدون تجاهله سريعًا.
من الذي كان يظن أن المطالبة باسترجاع ماله أو حتى مجرد رد “مؤدب” هو أمر صعب جدًا لشركة تطير في السماء وتحمل آلاف الركاب؟ لكن لا، يبدو أن هذا يعد أمرًا معقدًا على “لارام” التي تغرد في سماء بلا منافسين، مما يجعلها غير مُضطرة لتحسين أي شيء. ليس هناك من يجرؤ على التحدث إليها!
لكن لا تقلقوا، فإدارة “لارام” لديها حلاً بديعًا لهذه المعضلة: “سنقوم بمراجعة طلبك في وقت لاحق”، وبالطبع، “وقت لاحق” هو مصطلح يعادل في قاموسهم حوالي خمس سنوات ضوئية. المسافرون، الذين كانوا يعتقدون أن الشكوى لمجرد تأخير استرجاع المبلغ هي فقط حيلة للتمديد في الوقت، يكتشفون أن شركة “لارام” تعمل على “التأجيل” كاستراتيجية في حد ذاتها!
وبينما يواصل المسافرون النضال للحصول على حقوقهم، تظل “لارام” متمسكة بوجهها البارد، وكأنها تتعامل مع أموال الزبائن على أنها مجرد أرقام قابلة للتجاهل. وكما يقول المثل المغربي: “أمسك المال، ولا ترد عليه”، فإن الرد الوحيد الذي يجدونه هو رقم هاتف لا يُجيب، ورسائل بريد إلكتروني مليئة بالعبارات التقليدية: “نأسف على الإزعاج”، بينما الأموال تتراكم في جيوب الشركة.
في النهاية، يبقى الركاب ينتظرون استرجاع أموالهم كما لو أنهم في رحلة بلا نهاية، والعبرة هي أن تدفع، ثم تدفع، ولكن في النهاية ستكتشف أن استرجاع الأموال هو حلم بعيد المنال.