مجتمع

شركة الماء: معكم.. بدون ماء!

دابا ماروك

في مشهد يمكن تصنيفه كإبداع جديد في فن الإزعاج اليومي، قررت الشركة الجهوية متعددة الخدمات الدار البيضاء-سطات والحديثة طبعا، إلا أن تقدم عرضًا مذهلًا لجماهير العاصمة الاقتصادية: “انقطاعات مائية يومية.. لأن الروتين ممل!”

في حي “ألماز” البهي، حيث يتنفس السكان على إيقاع الانقطاعات المائية، صار ملء الزجاجات مساءً هواية جماعية، وصارت “الشكايات” رياضة محلية تُمارس عبر الهاتف والبريد الإلكتروني وحتى تطبيقات ذكية… ولكن النتائج؟ صفر كبير، بحجم الكارثة نفسها.

وتأكيدًا على اهتمام الشركة العميق براحة الساكنة، تطمئننا تصريحات مسؤول مجهول الهوية بأن الوضع “مستمر منذ مدة”، وكأن هذا “الاستمرار” إنجاز يجب الاحتفاء به. وأضاف ببراعة أنه تم إعلام الجميع بالإزعاج المائي مسبقًا عبر الإشعارات، مشددًا على أن المستهلك هو السبب الحقيقي لأنه ببساطة… يشرب الماء!

أما السكان، فقد أصبحوا أبطال قصص مأساوية مضحكة: الاستحمام تحول إلى حلم بعيد المنال، وغسل اليدين مغامرة، بينما الطوابق العليا في العمارات تحولت إلى مناطق “محرمة مائيًا”.

ولأن المأساة لا تكتمل إلا بالتجاهل، لا تزال الجهات المعنية غائبة عن المشهد، تاركة السكان يبحثون عن حلول إبداعية مثل العودة إلى العيش في القرى، أو حتى تنظيم وقفات احتجاجية “بالزجاجات الفارغة”.

وفي ختام الملحمة، تُطَمْئِنُنا السلطات بأن المشاريع الكبرى، مثل تحلية مياه البحر، قادمة قريبًا… قريبًا جدًا… ربما بحلول 2030، أو عندما يتعلم سكان “ألماز” العيش بدون ماء تمامًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى