
ورقة حول صورة الحكومة والوزيرين الجديدين
دابا ماروك
في عالم السياسة، حيث تتداخل الخيوط وتتلاقى المصالح، يظهر لنا مشهد غريب يُشبه مسرحية هزلية أكثر من كونه واقعًا سياسيًا جادًا. بعد أن تسلّم الوزيران الجديدان من مجموعة أخنوش مناصبهما، تأتي خلفية أصواتهم لتُذكّرنا بكيفية ارتباطهما العميق برئيس الحكومة. تبدو هذه اللحظة التاريخية في مسيرة السياسيين وكأنها تُعيد تأكيد قاعدة “الأقربون أولى بالمعروف”، ولكن ليس من حيث القيم، بل من حيث المصالح أولا.
لكن لنترك ذلك جانبًا، ولنتحدث عن الصورة التي أصبحت تشغل بال الجميع. صورة رموز الأحزاب الثلاثة: الأحرار، الأصالة والمعاصرة، والاستقلال، تتلألأ في أذهان رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وكأنها لوحة فنية تعبر عن تحالفات قد تُغيّر مجرى الأحداث. يظهر فيها رمز مجموعة أخنوش، وكأننا أمام حلقة جديدة من “الكاميرا الخفية”، حيث يجب علينا جميعًا أن نترقب ما سيظهر من خلف هذه الأقنعة السياسية.
تساؤلات عدة تُطرح: هل فعلاً تم استقدام الوزيرين الجديدين من حكومة الظل لتشكيل النسخة الثانية من الحكومة؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه لعبة سياسية تُدار بخيوط خفية، حيث تكون النتائج مرتبطة بمصالح شخصية أكثر من كونها مصلحة عامة؟
لنكن واقعيين، فالصورة التي تتسرب عبر وسائل التواصل الاجتماعي تشبه إلى حد بعيد النار التي تلتهم الهشيم. فالكثيرون يتداولونها ويعلقون عليها، وكأنها تجسيد لواقع مرير تعيشه البلاد، يتسم بالتناقضات والأزمات. بينما يتمتع بعض الوزراء بنفوذٍ يكاد يكون سحريًا، نجد أن المواطنين يتسائلون بقلق: هل يُعقل أن تكون هذه هي الحكومة التي ستُحقق لنا آمالنا؟
ومع ذلك، هناك سخرية تُصاحب كل هذا المشهد. كيف يُمكن للسياسيين الذين يبدون كمن يلعبون بأوراقهم في كازينو السياسة، أن يقنعونا بأنهم يمتلكون خطة واضحة للعبور بنا نحو مستقبل مشرق؟ وكأنهم يُعيدون إنتاج نفس السيناريوهات الفاشلة مع كل حكومة جديدة.
إنها حقًا مسرحية يُعزف فيها على أوتار الشكوك، بينما يُشاهد المواطنون من بعيد، متسائلين إن كانت لديهم فرصة للعب دور في هذه اللعبة، أم أنهم مجرد مشاهدين في عرضٍ لا يُراعي مصلحتهم. وفي النهاية، يبقى السؤال: هل سنكون شهودًا على ولادة جديدة لهذا النظام، أم أن الصورة ستظل مجرد انعكاس لواقع مأساوي لا يُمكن الهروب منه؟