
الأمطار تفضح هشاشة البنية التحتية في مراكش وورزازات: مؤسسات تعليمية مغلقة وسخط شعبي متزايد
دابا ماروك
الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدن مثل مراكش وورزازات في اليومين الماضيين كشفت مجددًا عن هشاشة البنية التحتية في العديد من المناطق. فقد تسببت التساقطات المطرية، التي تراوحت بين 30 و50 ملمترًا في مراكش و40 إلى 60 ملمترًا في ورزازات، في إغراق الشوارع والمرافق الحيوية، ما أدى إلى شلل في حركة السير واضطراب في الخدمات العامة.
مراكش، المعروفة بكونها وجهة سياحية عالمية، عاشت على وقع مشاهد محزنة، حيث تحولت العديد من الشوارع إلى بحيرات صغيرة، مما عرقل الحركة وتسبب في أضرار على مستوى السيارات والمنازل. الصور التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت سكان الأحياء الشعبية وهم يعانون من تسرب المياه إلى بيوتهم في ظل غياب نظام صرف مياه أمطار فعّال.
وفي ورزازات، المعروفة بطقسها الجاف، جاءت الأمطار كاختبار قاسٍ للبنية التحتية، حيث تضررت الطرق والمرافق بشكل كبير. وتم الإبلاغ عن عدة حوادث ناجمة عن الفيضانات في المناطق المنخفضة، مع تسجيل خسائر في الممتلكات دون الإبلاغ عن إصابات بشرية حتى الآن.
هذه الأحداث أثارت استياء واسعًا بين السكان، حيث عبر العديد عن استيائهم من ضعف الاستعداد لمثل هذه الظروف الجوية، خاصة وأن هذه المشاكل ليست جديدة وتكررت في مناسبات سابقة. ومع التغيرات المناخية التي أصبحت تؤثر بشكل متزايد على المنطقة، يطالب المواطنون بتدخل عاجل لإصلاح البنية التحتية وتعزيز نظم الصرف المائي لمواجهة مثل هذه التحديات في المستقبل.
هذه الأمطار أكدت مرة أخرى الحاجة إلى استثمار أكبر في تحسين البنية التحتية لتجنب تكرار هذا السيناريو الذي يتكرر مع كل تساقطات مطرية، تاركًا وراءه أضرارًا كبيرة ومعاناة مستمرة للسكان.
وهكذا، شهدت مدينة ورزازات توقفًا مؤقتًا لبعض المؤسسات التعليمية نتيجة للأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة، ما يعكس هشاشة البنية التحتية وعدم جاهزيتها لمواجهة الظروف الجوية القاسية. هذا القرار بتعليق الدراسة جاء بعد أن تسببت الفيضانات في إغراق الطرق المؤدية إلى المدارس، مما جعل التنقل صعبًا وخطيرًا على التلاميذ والمدرسين على حد سواء.
إيقاف التعليم في بعض المؤسسات يعد بالفعل وشمة عار في جبين المسؤولين والمعنيين بالشأن المحلي، خصوصًا وأن هذه المشاكل تتكرر مع كل موسم مطري دون اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة. في منطقة مثل ورزازات، حيث التعليم يُعتبر من الركائز الأساسية للتنمية، فإن عدم اتخاذ الإجراءات الكافية لضمان استمرارية الدراسة يظهر تقصيرًا واضحًا في حماية حق الأطفال في التعليم.
الأمطار ليست بالأمر الجديد على المغرب، ومع ذلك فإن كل تساقط قوي يكشف نقاط ضعف البنية التحتية، ويضعف من قدرة المؤسسات التعليمية على العمل في الظروف الصعبة. هذه الأحداث المتكررة تدعو إلى مساءلة حقيقية وتحرك عاجل من طرف الجهات المعنية لتحسين الظروف وحماية قطاع التعليم من هذه التحديات المتوقعة.