
بين النضال والضغط: طلبة الطب يواجهون حكومة لا تعرف الرحمة!
الحسين اليماني/ ناشط نقابي وحقوقي
بعد فشل الوزارة والحكومة في إقناع طلبة الطب بإصلاحاتها المزعومة في الدراسات الطبية، ودخول الطلبة في مقاطعة الدروس وهجر المدرجات، تدخل البرلمان كوسيط في هذا الموضوع من خلال نواب الأغلبية والمعارضة. لكن، بعد فشل هذه المحاولة، أصر بعض النواب في الأغلبية الحكومية على مواصلة الوساطة، ولكن هذه المرة عبر ممارسة الضغوط على الطلبة لإرغامهم على قبول المخطط الحكومي.
إن الوساطة، التي ينبغي أن تعني الاستماع لجميع الأطراف ومحاولة التوفيق بين الآراء، بل وضغط الطرف القوي (الحكومة) للتنازل لصالح الطرف الضعيف (الطلبة)، قد شابتها تدخلات غير مناسبة. حيث أقدم أحد البرلمانيين المحسوبين على حزب الميزان على تنصيب نفسه كعراب للحكومة، ولم يفوت فرصة لمهاجمة طلبة الطب ونعْتهم بأقدح النعوت. وقد بلغت به الجرأة حد التشكيك في التصويت الديمقراطي للطلبة، وهي الديمقراطية التي يبدو أنه لم يفهمها أو يرها خلال مسيرته المهنية والحزبية.
إن الفشل المستمر حتى اليوم في الوساطة التي يقوم بها وسيط المملكة يعود في أسسه إلى التعنت الحكومي والتدخل السلبي من بعض البرلمانيين في الأغلبية، ومن بينهم البرلماني الاستقلالي، المنتمي لحزب علال الفاسي، وهو ما يثير الحسرات.
وبعيدا عن تأجيج الأوضاع، واعتبارًا للمصلحة العامة، يجب حل أزمة طلبة الطب اليوم قبل الغد، وذلك من خلال:
- عقد اجتماع بين ممثلي طلبة الطب والوزارة، بحضور وسيط المملكة، للتداول المباشر حول نقاط الخلاف.
- توقيع محضر اتفاق يضمن حقوق الطلبة، من خلال الرجوع إلى نظام السنوات السبع لأفواج ما قبل موسم 25/24، وإلغاء العقوبات التعسفية، وتنظيم الامتحانات، والالتزام بمواصلة الحوار حول النقاط الأخرى، وتعزيز شروط السلم الاجتماعي وأجواء التحصيل العلمي الإيجابية.
إن الأمر يتعلق بمصالح البلاد وبوضع مقومات النجاح للورش الوطني للتغطية الصحية، لذلك، فإن السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية وحتى السلطة القضائية مدعوة للتعاون الإيجابي والتفادي من الاستبداد والتغول، والانكباب على حل هذا الحراك الذي طال أمده، والسماح لأطباء الغد بالعودة إلى المدرجات والتدريبات، ومساهمة الجميع في بناء مغرب الحرية والكرامة والعدالة، ومغرب يتوق لاستضافة المونديال واستقبال دول العالم.