
تساؤلات حول ميزانية جماعة المحمدية 2025: غموض وفساد يهدد مستقبل المدينة
دابا ماروك
في إطار أشغال دورة جماعة المحمدية لمناقشة ميزانية 2025، تم تقديم مداخلة هامة من قبل المستشارة سناء حدنان، ممثلة فيدرالية اليسار الديمقراطي. وقد احتوت هذه المداخلة على نقاط خطيرة تستدعي الانتباه، مما يفرض ضرورة تدخل الوزارة الوصية للبحث والتدقيق في بعض الأمور المثارة.
“تعتبر هذه الميزانية الرابعة التي تُطرح بدون أي أثر إيجابي على المدينة، كما أنها تفتقر إلى رؤية واضحة. وهذا الأمر يثير تساؤلات عدة حول أسباب هذه الوضعية، ويدعو إلى التفكير في الإنجازات المتوقعة خلال هذه الولاية، مما يؤثر سلبًا على أعضاء المجلس، وخاصة رئيس الجماعة.
بالنظر إلى مصاريف التسيير، نلاحظ أن الأرقام الواردة في الميزانية تشير إلى تفضيل الرئيس وبعض المستشارين، سواء داخل المغرب أو خارجه. فالتنقل والسفريات تتم بشكل يفتقر إلى أدنى تقارير توضح القيمة المضافة التي تم تحقيقها لصالح مدينة المحمدية، كما أن المهام المرتبطة بهذه المصاريف لا تزال غامضة.
بالنسبة لتعويضات أساتذة الموسيقى، فإننا كأبناء المحمدية نعلم جيدًا بواقع المؤسسات الثقافية في المدينة. من المؤسف أن دار الثقافة قد لا تتوفر على أستاذ قار، في حين كان من الأجدر تخصيص الأموال اللازمة لإصلاح هذه الدار قبل التفكير في الموارد البشرية. وعند إجراء مقارنة بسيطة مع دور الثقافة في مدن أخرى، نشعر بالخجل مما آلت إليه الأمور.
كما أثار انتباهي المبلغ المالي المخصص لملابس الأعوان والمستخدمين الجماعيين. فقد تم تحديد هذا المبلغ في كل ميزانية، بينما لا نجد آثارًا لذلك، إذ لم نرَ الأعوان يرتدون بدلات جديدة.
وفيما يتعلق بالمجزرة الجماعية، تم توجيه مراسلة لعامل المحمدية، تشير إلى تفشي البلطجة والسرقة والتلاعب بتهريب اللحوم دون خضوعها للوزن، بالإضافة إلى التلاعب بعدد الرؤوس من أجل التملص من أداء الواجبات الجبائية. إن المجزرة التابعة لجماعة المحمدية تشهد فسادًا حقيقيًا، وهو ما يستدعي البحث عن آليات فعّالة لمتابعة ما يجري داخل هذه المؤسسة.
أما بخصوص دعم الجمعيات، فإن العمل بمقرر واحد لا ينبغي أن يكون ملزمًا لجميع الميزانيات، مما يفتح المجال للتمييز وحرمان بعض الجمعيات من الدعم.
وأتساءل كذلك حول المبالغ المخصصة للتكوين المستمر لفائدة المستشارين الجماعيين، في ظل عدم تنظيم أي دورة تكوينية حتى الآن.”
في الختام، تطرح هذه الملاحظات مجموعة من التساؤلات حول كيفية تدبير الميزانية وكيفية التعامل مع القضايا الحساسة التي تمس مصلحة المدينة وساكنتها. يجب على جميع المعنيين اتخاذ خطوات فورية لضمان الشفافية والمساءلة في كل ما يتعلق بالميزانية والتدبير الجماعي.