مجتمع

مدارس الريادة” أو كيف نجعل الأساتذة حمّالين بمرسوم حكومي

دابا ماروك

حسناً، يبدو أن “مدارس الريادة” هي ذلك المشروع الذي تحلم به الحكومة لإصلاح التعليم، والذي بموجبه أصبح الأساتذة بمثابة حمّالين، ينقلون التجهيزات على أكتافهم وفي سياراتهم الخاصة. لكن دعونا لا نحكم سريعاً! فالحكومة وعدتنا بتحسين التعليم، ولكن النتيجة؟ اكتظاظ في الفصول، نقص في الكراسات، ومديرون بمهام خارقة.

هل هي إصلاحات أم مشاكل مستمرة؟ في حين أن الحكومة تحاول أن تجعل هذا المشروع بطلاً خارقاً في عالم التعليم، يواجه الميدان عدة “أبطال جانبيين” غير سعداء؛ مثل الاكتظاظ غير المسبوق، حيث يصل عدد التلاميذ إلى ما فوق 40 تلميذاً في الفصل الواحد! هذا إن لم نذكر أن الأساتذة أصبحوا مضطرين لحمل عُدَّة التلاميذ، لأن الوزارة الوصية لم ترَ ضرورة تجهيزهم بما يكفي.

أين تذهب الأموال؟ أما عن “عدة الأستاذ”؟ فلا داعي للقلق، فهي موجودة… في خيال الوزارة فقط. النقص في كراسات التلاميذ والمعدات التقنية يظهر أن المبالغ الضخمة التي تم الحديث عنها قد ضاعت في الهواء. ولا ننسى أيضاً غياب الحراس والمنظفات في المؤسسات الكبيرة، حيث أصبحت بعض المدارس أشبه بساحات معارك، والمديريات عاجزة عن التعامل مع هذه الأوضاع.

“الريادة” في طريق الفشل؟ رغم أن المشروع بدأ بحماسة، فإنه يصطدم بالعديد من المشاكل التي قد تجره نحو الفشل، إن لم تتدخل الوزارة بجدية لتحسين الظروف. فالأساتذة والمديرون باتوا هم من يتحملون عبء الفشل الحكومي، بدل التركيز على تعليم التلاميذ.

هل هذه هي الريادة التي ننتظرها؟ أم أن الإصلاحات مجرد محاولة لذر الرماد في العيون؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى