مجتمع

مسؤولون بلا ثقافة: رحلة في عالم الهمزات والثراء!

دابا ماروك

إذا كنا لا نعمم، فثمة مسؤولون يتهافتون على الهمزات بشكل خطير، كما لو كانوا في مسابقة لالتقاط أكبر عدد من النقاط في لعبة تنس الطاولة، لكن هذه النقاط ليست سوى الثروات والامتيازات! يبدو أنهم نسوا تمامًا معنى الوطنية، وكأنها مجرد كلمة فارغة من المعنى تتردد في خطبهم الرنانة. هؤلاء المسؤولون هم بحق أبطال في الهرولة وراء مصالحهم الذاتية، دون أي اعتبار للمصلحة العامة أو حتى للعواقب المحتملة على مجتمعهم. هدفهم الوحيد هو ملء جيوبهم على حساب الوطن.

لكن الأدهى والأمر أن الحقد يعشش بدواخل هذه الطينة، كأنه طعامهم الأساسي! فبينما يتنافسون على سرقة الأضواء، تجدهم يتمنون السقوط للآخرين وكأنهم يعيشون في عرض مسرحية مأساوية لا نهاية لها. يتعجبون من جرأة وفصاحة الآخرين، ويتغافلون عن أن نجاحهم هو مجرد وهم تم حياكته من خيوط الفساد والإهمال. وكأن الحقد أصبح جزءًا من شخصيتهم، يمارسونه كرياضة يومية، حيث يتبادلون النكات السامة والتعليقات الجارحة بدلًا من الأفكار البناءة

.إنهم  يتسمون ببراءة فطرية من الثقافة والمعرفة، وكأنهم اختاروا العزلة عن أي فكرٍ أو علم. إنهم يقضون أوقاتهم في البحث عن “التدخلات المربحة”، بينما يبتعدون عن القراءة وكأنها لعنة ستجلب لهم الشؤم. وإذا سألت أحدهم عن كتاب قرأه مؤخرًا، ستجد أنهم لم يلتقوا بكلمة “كتاب” منذ سنوات، باستثناء تلك التي كانت على أغلفة الشهادات التي حصلوا عليها بالصدفة. الأدهى والأمر كذلك أنهن يفتقرون إلى الكفاءة الحقيقية في ممارسة المسؤولية المفترى عليها.

ومن الغريب أنهم بارعون في تكرار نفس الأسطوانة المملة في كل مناسبة اجتماعية، وكأنها طقوس تعبدية. يتنقلون بين المجالس، يلقون بكلماتهم السطحية، ويمرون كالأشباح دون أن يتركوا أي أثر حقيقي. وعندما يتجرأ أحدهم على إبداء رأي مخالف، يتحول هؤلاء “العباقرة” إلى قضاة محكمة تفتيش، حيث تبدأ حملة سب وشتم لكل من لا يوافقهم. وكأن التعبير عن الرأي الآخر هو جريمة تستحق الإعدام في ساحة الحوار.

لا عجب أن هؤلاء “الفرسان” في عالم التملق يتعرضون لانتقادات لاذعة، لأنهم يظهرون وكأنهم في عرض مسرحي هزلي، يعتقدون أنهم أبطال الرواية، بينما هم في الواقع مجرد كومبارس في فيلم رديء.

لنختم بالقول: بينما يتهافت هؤلاء المسؤولون على المال والسلطة، فإنهم يغفلون عن جوهر المسؤولية الحقيقية. وإذا كان هذا هو حالهم، فنحن بحاجة ماسة إلى إعادة تقييم مفهوم “المسؤولية” في مجتمعنا. فلنتحد جميعًا في محاربة الجهل ونرفع صوتنا عالياً في وجه هؤلاء المسؤولين بلا ثقافة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى