سياسة

الوقت قد حان لحصاد الرؤوس: أين كنتم يا قضاة التفتيش؟

محمد صابر

ربما علمت الدولة أن الشعب بات يتحاسب مع رؤساء الجماعات الترابية، لكننا نريد أن نطرح سؤالًا مُحيرًا: أين كنتم يا قضاة التفتيش قبل اليوم؟ كأنكم كنتم تشاهدون مسرحية من الخلفية ولم تجرؤوا على الصعود إلى المسرح. ولكن لا بأس، فالرؤوس التي أينعت حان قطافها، ولا يبدو أن وزارة الداخلية تستثني أي حزب من المحاسبة، وكأننا في موسم حصاد!

تثبت الأيام أن المخزن لا صديق له، وهو درس يجب أن يتعلمه كل رئيسٌ يحتمي حاليًا بأحد المحظوظين، الذين طلعوا دفعة واحدة في مركز بالرباط، وكأنهم حصلوا على شهادة من أكاديمية الفساد! يحميه ويعدل وثائقه في القضاء وخارجه، ولكن كما نعلم، الأمور لا تمر “ببلاش” ولن تستمر طويلا!

هذا الرئيس لن يكون أقوى من محمد كريمين، الذي يقبع في سجن عكاشة. فهو أيضًا كان يصول ويجول في بوزنيقة، وكأنها مملكته الخاصة. لكن القدر لم يرحمه، وقاده إلى عكاشة حيث هناك فئة من الناس تُعرف بـ”السجناء المميزين“.

الحملة انطلقت، وكل شيء يبدو كأنه عرض مسرحي ضخم، حيث رمي برؤساء الجماعات من الرئاسة إلى المحاكمة. والدور القادم في انتظارهم، أين سيتوقف؟ خصوصًا إذا تم افتحاص الصفقات العمومية، وعرف المفتشون من استفاد منها. فمن المحتمل أن يتبين لهم أن هناك “بكاريين حنوكهم” تم استئجارهم لتوفير الهمزات، لكن لن نعني شخصًا بعينه. فذكاء المفتشين لا يمكن التشكيك فيه، وهم في النهاية لا يحتاجون إلى قوى خارقة ليكتشفوا الحقائق!

في انتظار ما سيحدث، نرجو أن تبقى الأمور طريفة، فنحن نحب المواقف الكوميدية في عالم السياسة. لنرى كم من الوقت سيستمر هذا المسرح الهزلي قبل أن يكتشفوا أن الضحك ليس حلاً!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى