مجتمع

من الهراوات إلى المحاكمة: ما مصير طلبة كليات الطب والصيدلة؟

دابا ماروك

شهدت قضية طلبة كليات الطب والصيدلة في المغرب حقيقةً مؤسِّفةً تعلقت بممارسة العنف على أجساد الطلبة المعنيين، حيث استُخدمت “الهراوات” من قبل نواب الفاعلين في أحداث بعيدة عن قيم الحوار والتفاهم التي يجب أن تسود في التعليم العالي. إن هذا المشهد يتعارض مع مبادئ مغرب اليوم، الذي يعتمد على حرية التعبير والقطع مع الماضي.

إن العنف لم ولن يكون حلاً، بل هو سلاح الضعيف، حيث كان يجب أن يتم التعامل مع المشاكل المطروحة بشكل حضاري يتسم بالمسؤولية والوطنية. من المؤسف أن نرى أطباء وصيادلة المستقبل يتعرضون للعنف.

الأمر الأكثر خطورة هو أن 27 طالبًا من هؤلاء يتعرضون اليوم للمحاكمة، مما يشير إلى تراجع في الحلول المقترحة، حيث يعيدنا إلى نظام قديم كنا على يقين أنه انتهى. إن مثل هذه المحاكمات قد تفهم على أنها محاولة لكسر روح الأمل والطموح لدى الجيل الجديد، الذي يمثل المستقبل البائس.

تنعكس هذه الأحداث سلبًا على صورة المغرب في الخارج، ومن المهم أن تتدخل السلطة العليا وتأمر بتوقيف هذه “البهدلة” احتراما لصورة البلاد التي قطعت أشواطا مهمة في مجال الديمقراطية والتنمية. إن أعداء المغرب يترصدون كل صغيرة من أجل تضخيمها وتصيدها وطرحها بعد تزويقها وتطريزها بالشكل الذي يفرغ خبثهم.

إن الأمل معقود على أن يتم التعامل مع هذه الظروف بطريقة تنصف الطلبة وتعيد لهم كرامتهم، وتؤكد أهمية الحوار المتبادل بكفاءة لحل الخلافات بشكل حضاري يؤمن حقوق الطلبة وحقوق الدولة. وينبغي أن تكون الحلول قادرة على رؤية المستقبل بشكل أفضل، بما في ذلك ضمان حقوق الطلبة المعنيين وكرامتهم. وهذا يعزز من مكانة المغرب كدولة مجتمع متسامح ومتقدم، حيث يتم تقدير جميع المواطنين بغض النظر عن كل الهفوات. إننا نهدف إلى ابتكار حلول تعود بالنفع على المساهمة في تعزيز التقدم في المجتمع، وجعل التعليم والكرامة أسسًا لخلق مجتمع يسوده التفاهم والتسامح.

تُعتبر الأحزاب السياسية في المغرب من الفاعلين في تشكيل الحكومة وعليها أن تنضج اجتماعيا من أجل التدخل لحل القضايا الاجتماعية، بما في ذلك قضايا الطلبة في كليات الطب والصيدلة. من الضروري أن تتبنى هذه الجهات دعم حقوق الطلبة والاستجابة إلى مطالبهم دون المساس بحقوق الدولة.

ختاماً، يتطلب الأمر ميثاقاً للحوار والتفاهم منا جميعاً من أجل الالتزام بقيمتنا، ويعكس للأجيال القادمة أهمية الاعتراف بمجتمعهم وتطلعاته، مما يسهم في تحقيق تغيير إيجابي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى