الكابرنات ولعبة تمديد الوقت: المهرجان الانتخابي العجيب
دابا ماروك
في حادثة تكاد تكون كوميدية أكثر منها سياسية، قررت اللجنة المستقلة للانتخابات الجزائرية أن تمدد توقيت إغلاق مكاتب الاقتراع إلى الساعة الثامنة مساء يوم السبت 07 شتنبر، وكأننا في ماراثون انتخابي وليس استحقاقاً رئاسياً. هذا القرار، الذي يبدو وكأنه جاء بعد مشاورة مطولة مع ساعة حائط غاضبة، لم يكن سوى محاولة يائسة لرفع نسبة المشاركة التي وصلت إلى 26.45% حتى الساعة الخامسة مساءً. نعم، النسبة التي تقارب نصف معدل المشاركة في بطولة كرة القدم الشعبية!
فلنأخذ نظرة على قائمة المتنافسين، الثلاثة الذين سيخوضون معركة الانتخاب. لدينا أولاً الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، البالغ من العمر 78 عاماً، والذي يبدو وكأنه يتحدى الزمن نفسه، ربما يتمنى أن تكون هذه الانتخابات هي «كرامة» له على حساب الشباب. ثم لدينا الصحفي السابق يوسف أوشيش، رئيس جبهة القوى الاشتراكية، الذي يبلغ من العمر 41 عاماً، وهو في هذه الحالة يلعب دور “المتجدد” أو «الأرنب» في سباق الانتخابات. وأخيراً، رئيس حركة مجتمع السلم، عبد العالي حساني شريف، البالغ من العمر 57 عاماً، الذي يبدو أنه يلعب دور الحكيم الطاعن في السن، والذي لو كان في برنامج مسابقات لكان سيكون «المتسابق الكبير»!
لكن، لنكن صادقين، يبدو أن المؤشرات كلها تؤكد أن الانتخابات ستكون مجرد «عيد ميلاد» لتبون، المدعوم بشكل كبير من النظام العسكري. أعتقد أن هؤلاء الكابرنات قرروا تمديد الوقت حتى يتمكنوا من إقناع حتى أصغر طفل في الجزائر بضرورة التصويت لتبون. ربما كانوا يأملون في أن يبدأ الناس في الاهتمام بالانتخابات بعد أن يصبح الوقت قريباً لوجبة العشاء!
وفي النهاية، يبدو أن القصة ليست عن الانتخابات بقدر ما هي عن كرم الضيافة في تأخير إغلاق المكاتب، الذي يعكس مدى التفاؤل والإصرار على جعل العملية الانتخابية أكثر إثارة. وكما هو الحال في كل حكايات الانتخابات، هناك دائمًا درس مستفاد: إذا لم تكن النسبة جيدة، فاجعل الوقت أطول، وإذا لم يكن هناك إقبال، فاجعل الناس يلتزمون حتى يمر وقت طويل في انتظار الصناديق!
وفي الختام، يبدو أن الانتخابات الجزائرية هذه المرة أصبحت أكثر تشويقاً من أي مسلسل درامي، فأينما يذهب تبون، يُفضل أن يمددوا الوقت، لأن الجماهير قد لا تكون متحمسة، لكن على الأقل الوقت سيكون ممتدًا حتى نهاية العرض.