سياسة

الجزائر تعاني من حساسية مزمنة تجاه أي تقارب مغربي حتى لو كان مع كوكب المريخ!

دابا ماروك

نعم، يبدو أن كابرانات الجزائر لا يفوّتون أي فرصة لإظهار حقدهم وحسدهم المتواصل تجاه أي تحرك مغربي في الساحة الإفريقية. فبعد التقارب العسكري الأخير بين المغرب وإثيوبيا، والذي تمثل في زيارة رئيس الأركان العامة لقوات الدفاع الإثيوبية، الماريشال برهانو غولا جيلالشا، إلى المغرب ولقائه بكبار المسؤولين العسكريين، ظهرت الجزائر مرة أخرى لتحاول نسج أوهامها الخاصة.

وكما هو متوقع، استخدمت المخابرات الجزائرية “الذباب الإلكتروني” المصري للترويج لفكرة مفادها أن هذا التعاون العسكري المغربي الإثيوبي يشكل تهديداً للأمن القومي المصري، في محاولة لإشعال فتيل الفتنة وربط هذا التقارب بالتوترات القائمة بين مصر وإثيوبيا بسبب أزمة سد النهضة. ويبدو أن الذباب المجند لم يدرك أن مصر غير مهتمة بتلك التحركات المغربية، كما صرح بذلك اللواء محمد عبد الواحد، الخبير المصري في الأمن القومي والشؤون الأفريقية، لقناة DW الألمانية، مؤكداً أن “مصر غير قلقة أبداً من التحركات المغربية في القارة الأفريقية”.

لكن من الواضح أن الجزائر لا تملك سوى الرد على التقارب المغربي مع الدول الأفريقية بمحاولة تشويه هذه التحركات بأي طريقة ممكنة، حتى لو كان ذلك من خلال نشر المغالطات والترويج لها باستخدام وكلائها. وما زاد الطين بلة هو محاولة الجزائر استخدام الأزمة بين مصر وإثيوبيا كذريعة لتبرير مخاوفها الوهمية، وكأنها تبحث عن أي فرصة لتشويه صورة المغرب.

وفي سياق متصل، من الملفت أن اللواء المصري لم يعلق على “المرتزقة الجدد” الذين ينتمون إلى جنسيته ويستخدمهم الجزائريون لنشر الأكاذيب. ربما لأنه يعلم أن مثل هذه المحاولات لن تؤثر في الواقع ولا في الموقف المصري الرسمي الذي يدرك جيداً أين تكمن مصالحه الحقيقية.

في النهاية، تبقى هذه التحركات مجرد “لعب عيال” تعبر عن حقد دفين وحسد لا ينتهي من الجانب الجزائري، في حين يستمر المغرب في تعزيز علاقاته الدولية بحكمة وذكاء، غير مكترث بما يُحاك في الكواليس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى