المغرب يستعد لاحتضان “عجلات أوروبا”: مكب نفايات دولي تحت قيادة وزارة الانتقال الطاقي!
دابا ماروك
في خطوة غير مسبوقة، قررت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة تحويل المغرب إلى وجهة سياحية متميزة للـ”نفايات الأوروبية”، بعد إعلان استيراد ما يزيد عن مليونين ونصف المليون طن من العجلات المطاطية والنفايات المنزلية من الدول الأوروبية. يبدو أن وزارة الانتقال الطاقي قد قررت تقديم تجربة “مكب النفايات الأوروبي” كهدية للملكة المغربية، في خطوة يمكن أن نطلق عليها “استراتيجية النفايات الشاملة”.
واحدة من النتائج الطريفة لهذا القرار هي التوتر الكبير الذي أحدثه بين وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، والجماعات البيئية. فقد طالب ائتلاف بيئي مغربي، بشكل عفوي وبدون أي تلميح ساخر، الوزيرة بالتراجع عن قرارها، مبدين قلقهم من تحويل المغرب إلى مكب نفايات معتمد. لأن لا شيء يعبر عن روح المواطنة بشكل أفضل من استقبال مخلفات أوروبا، أليس كذلك؟
وأطلق “التجمع البيئي لشمال المغرب” بيانه الساخط، مبدياً استنكاره الشديد للقرار، الذي وصفه بـ”تجربة حياة المواطنين في كوكب النفايات”. وكأنهم يتحدثون عن تعاقد مع شركات ترفيهية لتقديم “حياة جديدة” على الطريقة الأوروبية، حيث كل ما تحتاجه هو حاويات النفايات والحياة في “بيئة متنوعة” تحتوي على بقايا العجلات المطاطية وأكياس النفايات المنزلية.
وبينما يعبر التجمع البيئي عن استيائه من اتخاذ قرار الاستيراد، فإن وزارة الانتقال الطاقي تهدئ الأمور بطمأنة المواطنين بأن كل شيء تحت السيطرة. وقد صرحت الوزارة بأن استيراد 548,000 طن من النفايات بين عامي 2021 و2023، هو فقط “بداية الرحلة”، وأن هناك خطة محكمة للتعامل مع هذه الكمية الضخمة، والتي تشمل الاستفادة من “أفضل تقنيات حرق العجلات المطاطية” لإنتاج الطاقة. لأن لا شيء يقول “تحسين جودة الهواء” مثل حرق العجلات وإطلاق الغازات السامة في الأفق!
ربما يتعين علينا تهنئة وزارة الانتقال الطاقي على هذه المبادرة الرائدة التي تفتح أفقاً جديداً للمغرب كوجهة بيئية عالمية. فبدلاً من أن يكون المغرب مجرد وجهة سياحية، سيصبح الآن “الوجهة المثلى” للنفايات الأوروبية، ويبدو أن هذه استراتيجية عبقرية في عالم تحكمه السياسات البيئية المعقدة.
في النهاية، يبدو أن المغرب على وشك أن يصبح مركزاً دولياً للنفايات، بينما تستمر وزيرة الانتقال الطاقي في تقديم خططها الخلاقة. فهل نحن على أعتاب “ثورة نفاياتية” جديدة؟ الوقت كفيل بالإجابة.