دابا ماروك
في خبر يبعث على الذهول، ويتعلق بأزمة الجفاف الأخيرة التي ضربت مناطق مراكش، عن جانب آخر من المعاناة المزارعين: الزيتون الذي أصبح الآن يحظى بتقدير يفوق حتى قيمة المعدن الأصفر! نعم، في وقت لم يعد بإمكاننا تبادل نكات عن أسوأ فصول الشتاء، نجد أنفسنا نتحدث عن أزمة الزيتون التي تضعنا في مواجهة قاسية مع واقع جديد.
فقد أصبحت أعداد كبيرة من أشجار الزيتون، التي تعتبر من معالم جمال الطبيعة المغربية، تسعى إلى حياة جديدة تحت أضواء الأضواء العصرية. فالجفاف الذي أصاب المنطقة، ومن ضمنها الأشجار المعمرة التي تزين الأراضي المحيطة بمراكش، لم يكن مجرد تغير في الطقس بل تحول إلى كارثة حقيقية. فبسبب شح السماء، أي قلة التساقطات المطرية، شهدنا انهياراً غير مسبوق في إنتاج الزيتون. والخبر الساخر، أن جودة الثمرات تراجعت إلى حد يجعلها أقرب إلى “الكنز المفقود” منه إلى محصول الزراعة العادي.
ومع كل أزمة، يأتي ارتقاء الأسعار ليضيف لمسة من السخرية على القصة. فمن المتوقع أن تشهد أسعار زيت الزيتون هذا الموسم ارتفاعاً ملحوظاً، لدرجة أن المزارعين قد يبدأون في تبادل “زيت الزيتون” كهدية في المناسبات بدلاً من المجوهرات الثمينة. تخيلوا، يوماً ما قد نرى الناس يتحدثون عن “زيت الزيتون الممتاز” كما يتحدثون عن أفضل أنواع الذهب في العالم!
إلى جانب ذلك، يُتوقع أن يتحول زيت الزيتون إلى إحدى العملات القابلة للتداول في المستقبل القريب، مما يعني أن فلاحين الزيتون قد يجدون أنفسهم في موقف يتيح لهم التفاوض حول أسعار زيت الزيتون،كما يتفاوضون حول أسعار العقارات. أو ربما، سنشهد تطوراً في عالم التجارة لدرجة أن زيت الزيتون قد يصبح أساساً للتبادلات التجارية الدولية!
بالفعل، إن أزمة الزيتون هذه، التي تأخذ طابعاً فكاهياً رغم خطورتها، تدفعنا للتفكير في أهمية التوازن البيئي وأثر التغيرات المناخية على حياتنا. لكن بين الفكاهة والجدية، يظل الزيتون محور اهتمامنا، بل قد نراه يوماً ما يرافقنا في كل احتفالاتنا، ليس فقط كطعام، بل كرمز للأوقات الصعبة التي مررنا بها.
لذا، في ظل هذه الظروف الصعبة، قد يكون من الأفضل أن نحتفظ بايتسامة على وجهنا وأن نستعد لشراء زيت الزيتون بسعر يمكن أن يدرج ضمن قائمة أغلى الأشياء التي نملكها!