أطفال الحجارة المغاربة: هواية جديدة لتعليم الجغرافيا على الطرق السيارة!
دابا ماروك
إذا كنت تظن أن رمي الحجارة هو مجرد تسلية للأطفال في الأزقة، فكر مرة أخرى! في المغرب، لدينا هواية جديدة للأطفال: رمي الحجارة على القطارات والسيارات، وكأننا في فيلم هوليوودي لم ينجح أبطاله في هوليوود، فقرروا صناعة “أفلامهم” الخاصة على أرض الواقع.
قبل أيام قليلة، تفاجأنا بخبر اعتقال “أطفال الحجارة” الذين يبدو أن لديهم طموحات كبيرة في تكسير زجاج القطارات. ربما يطمحون لتقليد أفلام رعاة البقر الأمريكيين الذين يقفزون على القطارات ويسرقون المسافرين، لكن بنسخة مغربية معدلة: القفز بدون حصان، وبأسلوب أقل احترافية بكثير!
واليوم، نعود بخبر جديد ولكن مع لمسة من الإثارة: ثلاثة قاصرين في “تجربة جديدة” على الطريق السيار بين مدينتي الجديدة وآسفي. هؤلاء الأطفال قرروا أن الليالي الهادئة على الطرق السريعة مملة للغاية، فقرروا إضافة لمستهم الخاصة بجعل الطريق السريع يبدو وكأنه مسرح مغامرات. بالليل، وتحت جنح الظلام، قرب نقطة الأداء، بدأ هؤلاء “الفنانون الصغار” بمهاجمة السيارات المارة بالحجارة.
ماذا كانت النتيجة؟ أضرار في عدة سيارات وكادت أن تحدث حوادث خطيرة. ربما كان هؤلاء الأطفال يأملون في خلق نوع من الأكشن، أو ربما كان لديهم اعتقاد ساذج أن من يمر بالطريق السريع هو “بطريق” وينبغي رميه بالحجارة، أو ربما فقط يشعرون بالملل ويريدون شيئًا يضحكون عليه لاحقًا.
لكن إذا نظرت إلى الموضوع من زاوية أخرى، ستجد أن هؤلاء الأطفال يطورون نوعًا جديدًا من “الفنون القتالية”. بدلاً من استخدام السيوف أو الأسلحة، يعتمدون على “التكتيكات الحجرية”. تخيل لو تم تنظيم بطولة سنوية لرمي الحجارة على السيارات، يمكن أن تكون لدينا مسابقة عالمية خاصة بنا في المغرب، وعلامتنا التجارية ستكون: “المغاربة، أسياد الحجارة!”
المثير في الأمر هو الصمت من المسؤولين الذين لم يعترفوا بعد بأن هؤلاء الأطفال هم “مشاريع مخترعين”، فقط يحتاجون إلى توجيه صحيح ليصبحوا ربما مبتكري ألعاب فيديو أو مخرجين لأفلام الحركة. بدلاً من ذلك، يتجه الأطفال إلى ما يبدعونه حقًا: “الفن العشوائي” باستخدام الحجارة والزجاج والأضرار الجسيمة.
ربما يكون الحل في تنظيم ورش عمل حول “كيفية تكسير الأشياء بطريقة إبداعية” أو “فن التخريب المسؤول” لتوجيه طاقاتهم نحو أشياء أكثر إنتاجية. أو ربما فقط نصب شاشات كبيرة على طول الطريق السريع تعرض أفلام الكرتون المفضلة لديهم ليبقوا مشغولين وأيديهم مشغولة بعيدًا عن الحجارة.
وفي النهاية، يجب أن نكون ممتنين لهؤلاء الأطفال لأنهم يذكروننا دائماً بأننا نعيش في عالم مليء بالمفاجآت، وأننا بحاجة إلى أن نكون مستعدين لأي شيء، حتى لو كان مجرد طفل صغير يملك حجارة كبيرة!