فن وثقافة

المغاربة في منافسة عالمية لشرب الشاي: من كؤوس الإفطار إلى كؤوس الأحلام!

دابا ماروك

يبدو أن المغاربة قد تحولوا إلى خبراء عالميين في فن استهلاك الشاي، حيث لم يعد الشاي مجرد مشروب، بل أصبح هواية وطنية، وربما حتى رياضة غير معترف بها بعد من طرف اللجنة الأولمبية الدولية. فبينما يتنافس الناس في بلدان أخرى على الذهب والألقاب، يفضل المغاربة رفع كأس الشاي بحماس يليق بالأبطال.

إذا نظرت إلى المعطيات الرسمية، ستجد أن المغرب لم يكتفِ فقط بالصدارة في واردات الشاي الصيني، بل أصبح المستورد الأول عالميًا، متفوقًا على دول كبرى كغانا وماليزيا وأوزبكستان. وكأننا قررنا بين عشية وضحاها أن نُظهر للعالم كيف يكون الاجتهاد الحقيقي في شرب الشاي. فلا عجب أن الصين، المنتج الأول للشاي في العالم، بدأت في تنظيم صادراتها وفقًا لمزاج المغاربة وأوقات “القَطَرة” لديهم.

المغاربة يشربون الشاي في كل الأوقات، صباحًا، ظهرًا، عصرًا، مساءً، وحتى في منتصف الليل. وإذا كنت تعتقد أن هذه مبالغة، فما عليك إلا أن تزور أي بيت مغربي لتجد أن الشاي هو الضيف الدائم على المائدة، حتى قبل الطعام وبعده.

وعلى الرغم من كل هذا الاجتهاد في استهلاك الشاي، فإن المغاربة لم يفقدوا إبداعهم في طريقة تحضيره. فبين الشاي “المنعنع” إلى الشاي “الصحراوي”، نجد أن كل منطقة في المغرب قد أضفت لمستها الخاصة على هذا المشروب العريق. حتى أن بعضهم قد يتفنن في إضافة لمسات سرية تجعل من الشاي تحفة فنية يمكن أن تُحسد عليها من قبل محبي الشاي في كل مكان.

إذاً، قد يُقال أن المغاربة مدمنون على الشاي، لكن الحقيقة أنهم أخذوا من هذا المشروب فنًا قائمًا بذاته، وبدلاً من النظر إلى إدمانهم على أنه شيء سلبي، ربما يجب علينا أن نفكر في تحويل هذه الهواية إلى مصدر فخر وطني. فلم لا؟ فمن يدري، ربما في يوم من الأيام نرى “المهرجان الوطني للشاي” حيث يتنافس المغاربة على تحضير أفضل كوب من الشاي، وتتوافد السياح من كل حدب وصوب نحو هذه التجربة الفريدة.

في النهاية، يبدو أن المغاربة قد أخذوا على عاتقهم مهمة بسيطة ولكنها نبيلة: إبقاء العالم مزودًا بحكايات حول عشق الشاي، لأن الشاي بالنسبة لهم ليس مجرد مشروب، بل فلسفة حياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى