دفاتر قضائية

فقدان الأمل في عالم الأمن: شرطي ينضم إلى قائمة “الآخِرين

دابا ماروك

في مشهد مأساوي يشبه أفلام الأكشن ولكن من دون مؤثرات خاصة، شهدت مدينة القنيطرة صباح أمس الأربعاء 21 غشت فصلًا جديدًا في المسلسل الدرامي للأحداث المؤلمة بين رجال الأمن. نعم، يبدو أن القصة القديمة تعيد نفسها، حيث وجدت جثة شرطي تُحلق في الهواء، لا كطائر زريز، ولكن كرمز آخر لفقدان الأمل.

المحققون كانوا في قمة حماسهم (كما هو الحال دائمًا)، فقد استبقوا الحدث بالبحث في كل زاوية وركن، وتبين أن الحبل الذي استخدمه الشرطي لا يُظهر أي آثار لعنف أو مقاومة، وكأن الحبل كان يرتدي بدلة أنيقة ليحتفل بهذه اللحظة المؤلمة. الجثة، التي لم تكن تحمل أي علامات مميزة، كانت خالية من كل “الدراما” التي يمكن أن تميز حالة جنائية مميزة.

بدلاً من البحث عن تفاصيل يمكن أن تنقذ الموقف، تم نقل الجثة إلى مصلحة الطب الشرعي، من أجل إخضاعها لعملية تشريح طبي، وهو نفس التشريح الذي قد يكون قادراً على الكشف عن السبب وراء قرار الشرطي بأن يصبح “بطلاً” في هذه القصة الحزينة.

في الوقت الذي يستمر فيه عمل الشرطة القضائية في التحري، يبقى السؤال الأهم: هل سنجد شيئًا مختلفًا في هذه المأساة؟ أم أن هذه القصة ستصبح واحدة من العديد من القصص التي تؤكد أن الأمن في بلادنا لا يعاني فقط من الازدحام المروري ولكن من أزمة نفسية حادة أيضًا؟

في النهاية، نأمل أن يكون هذا التكرار مجرد صدفة، وأن يُسفر البحث عن أسباب جديدة، وليس مجرد تكرار لمآسٍ قديمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى