تبون: بطل التحرير الخارق ينتظر فتح الحدود لتحرير فلسطين وبناء المستشفيات في 20 يومًا!
دابا ماروك
في آخر تجمع انتخابي له، أثار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون زوبعة من السخرية والدهشة بتصريحاته المثيرة للجدل حول نية الجيش الجزائري تحرير فلسطين. ففي مشهد يبدو وكأنه مأخوذ من فيلم خيال علمي، أعلن تبون أن جيشه جاهز تمامًا لتنفيذ المهمة “بمجرد فتح الحدود بين مصر وقطاع غزة”. نعم، قد يبدو الأمر غريبًا، لكن هذا ما قاله الرئيس بكل جدية!
وتابع تبون متفاخراً بقدرات بلاده الفذة، مؤكداً: “لن نتخلى عن فلسطين بصفة عامة ولا عن غزة بصفة خاصة”. وأضاف بعزم: “أقسم لكم بالله، لو أنهم ساعدونا وفتحوا الحدود بين مصر وغزة… فهناك ما يمكننا القيام به”. ومن بين تلك الأعمال البطولية، بناء ثلاث مستشفيات في غضون 20 يوماً، وإرسال مئات الأطباء، وإعادة بناء ما دمرته الحرب.
يبدو أن الرئيس قد نسي أن الوضع في بلاده يحتاج إلى انتباهه، أو ربما يعتقد أن الأطباء والمهندسين الجزائريين يتمتعون بقدرات خارقة تمكنهم من تحقيق المستحيل!
وفي لحظة من الحماس الوطني، أكد تبون أن “فلسطين ليست قضية الفلسطينيين، هي قضيتنا نحن”. وأوضح أن البعض قد يعتقد أن التلاحم بين فلسطين والجزائر بلا معنى بسبب البعد الجغرافي، لكنه يرى أن “القلوب عند بعضها”، وكأن المسافة تقاس بمدى حرارة المشاعر الوطنية.
لكن ما يثير الدهشة أكثر هو تجاهل الرئيس الجزائري للوضع الداخلي في بلاده. بدلاً من تقديم وعود حقيقية لشعبه بتحسين ظروف معيشتهم، فضل الحديث عن قضية فلسطين، محاولاً دغدغة مشاعر الجزائريين وكسب دعمهم في انتخابات محسومة النتائج مسبقًا.
يبدو أن الرئيس يعتقد أن استخدام القضية الأولى للعرب والمسلمين كوسيلة دعائية هو الحل الأمثل لتجنب الحديث عن المشاكل الحقيقية التي تواجها بلاده.
وفي ختام هذا العرض الساخر، يتبادر إلى الذهن سؤال بسيط: هل يعتقد الرئيس تبون فعلاً أن تصريحاته ستلقى صدى إيجابياً؟ أم أن الشعب الجزائري قد مل من هذه المسرحيات السياسية؟ الأيام ستكشف لنا الكثير، وربما سنرى المزيد من التصريحات المدهشة في المستقبل القريب.