من 8 مليارات سنتيم إلى ميداليتين: سفيان البقالي ينقذ الموقف بينما البقية تتسابق لجمع الميداليات المفقودة
دابا ماروك
مرحبًا بكم في ساحة الأولمبياد الباريسي، حيث كان لدينا نحن المغاربة حلم كبير وميزانية ضخمة تصل إلى 8 مليارات سنتيم، لكن للأسف، يبدو أن أحلامنا كانت أكبر من قدرتنا على تحقيقها.
في مفاجأة غير متوقعة، قام سفيان البقالي، الرجل الذي يعرف كيف يجتاز الحواجز بجدارة، بتحقيق الميدالية الذهبية في سباق 300 متر حواجز. نعم، سفيان البقالي، البطل الذي قرر أن يضع كل الحواجز خلفه ويحلق عالياً فوق مستوى التوقعات. لكن، في وقتٍ كان فيه المغاربة ينتظرون المزيد من الإبداعات، كانت الحقيقة أنه لم يكن لدينا سوى هذه الميدالية الذهبية الرائعة كمكافأة على استثمارنا السخي.
أما البقية؟ لدينا برونزية واحدة في كرة القدم، وكأننا نحتفل بإنجازٍ غير متوقع في لعبة كانت بالنسبة لنا أقرب إلى حلم يتجاوز الواقع. وبهذا، يتضح أن المغرب قد جاء إلى الأولمبياد بمليارات السنتيمات، ليعود بميداليتين لا غير، لكن للأسف، يبدو وكأنه عرض جانبي في مسرحية كبيرة.
لذا، على ضوء هذه الفوضى، ربما حان الوقت لإعادة التفكير في استراتيجياتنا. ربما، في المرة القادمة، عندما نقرر استثمار 8 مليارات سنتيم، يمكننا على الأقل أن نأمل في الحصول على أكثر من مجرد ميدالية ذهبية وبرونزية، وربما حتى بعض السعادة للشعب الذي انتظر بفارغ الصبر.
نقول، شهدنا أوقاتًا عصيبة لممثلي الجامعات الرياضية المغربية، حيث حصلت غالبية الجامعات على صفر ميدالية وكأنها في سباق لجمع الفشل بدلاً من النجاح. والمثير في الأمر، أن هذه النتيجة كانت بمثابة إنذار مبكر بأن الوقت قد حان لتغيير جذري في القيادة.
بكل تأكيد، حان الوقت لتتخذ الجامعات التي لم تحقق أي إنجاز خطوات جريئة وتعيد النظر في قياداتها. ربما حان الوقت لرؤساء الجامعات الذين عجزوا عن تحقيق أي ميدالية، حتى وإن كانت من البرونز، أن يقدموا استقالاتهم ويتركوا المجال لأفكار جديدة وأفراد قادرين على تحقيق نتائج ملموسة. يبدو أنهم قد “ضربوها بسكتة” في هذه الدورة، مما يضعهم في موقع متقدم لتلقي الاستفسارات حول استراتيجياتهم وأداءهم.
ومع ذلك، ما أثار الاستغراب هو رئيس جامعة واحد قرر أن يكون نجم الرواية بتبريراته التي تشبه إلى حد كبير لغة الخشب. بدلًا من الاعتراف بالواقع وتحمل المسؤولية، اختار هذا الرئيس أن يتكلم وكأنه في مؤتمر صحفي حول قضايا غير ذات صلة، دون أن يكلف نفسه عناء تقديم أي تفسيرات منطقية تُقنع الجمهور المتعطش لفهم الأسباب الحقيقية وراء الفشل.
ربما في الوقت الراهن، أصبح واضحًا أن التأخير في اتخاذ خطوات جريئة يمكن أن يكون له عواقب وخيمة. فالركون إلى مبررات باهتة لن يعيد الأيام الذهبية للرياضة المغربية، بل قد يزيد من هوة الفجوة بين الطموحات والإنجازات. حان الوقت لقيادات جديدة، لاستراتيجيات جديدة، ولأسلوب إدارة يليق بآمال وطموحات هذا الشعب المغربي الذي من حقه أن يفرح وينسى همومه اليومية.