خاتم سليمان في الحسيمة: المفتاح السري لفتح أبواب أوروبا… أو على الأقل للأقسام القانونية!
دابا ماروك
حين نفكر في موضوع الهجرة، يمكن للمرء أن يظن أن البعض سيحاولون اقتناص الفرص باستخدام أبسط الحيل، لكن ماذا لو كانت تلك الحيل تشتمل على خاتم سليمان؟ نعم، خاتم سليمان الذي يستخدمه البعض كأنَّه مفتاح سحري لفتح أبواب أوروبا. يبدو أن السيدة في الحسيمة التي ادُّعيَ أنها تمتلك هذا الخاتم كانت تطمح إلى تغيير مسار الحياة، لكنها اختارت الطريق الذي يمر عبر المحاكم، لا عبر القارات.
في مدينة الحسيمة، حيث تحلم العقول الشابة بفرص جديدة في أوروبا، يبدو أن الرغبة في الهجرة أصبحت كعكة يلتف حولها النصابون. قد يظن البعض أن طرق النصب قديمة وتقليدية، لكننا هنا أمام حالة مثيرة تجعل من قضايا النصب مادة خصبة للحديث والضحك.
السيدة المبدعة في حسرتها قامت ببيع “خاتم سليمان” كأداة للتهجير إلى أوروبا، وكأننا في قصة خيالية أو في أحد أفلام الخيال العلمي. ولذا، حكمت عليها المحكمة الابتدائية بالسجن 3 أشهر فقط مع غرامة قدرها 3 آلاف درهم فقط، لأنها اعتبرت أن الوهم بالتأشيرات من خلال الخواتم السحرية ليس بديلاً عن الطرق القانونية للهجرة.
وبالمثل، لم تكن المرة الأولى التي يقع فيها النصابون في قفص الاتهام في هذه المدينة، فقد سبق أن أصدرت المحكمة ذاتها أحكاماً ضد شبكة تهجير غير نظامية، حيث قضت بسجن اثنين (سيدة وزوج ابنتها) سنتين حبسا نافذاً، بينما تم الحكم على متهمين آخرين بشهرين و3 أشهر. يبدو أن هذا العصر أصبح عصراً ذهبياً للنصابين الذين يتطلعون إلى تحقيق أحلامهم وأحلام غيرهم على حساب “طرق الهجرة البديلة” التي يتقاضون ثمنها غالياً، بينما تتكفل المحاكم بفرض القوانين وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.
وفي النهاية، ما يحدث في الحسيمة يسلط الضوء على رغبة شديدة في البحث عن حياة أفضل، وعلى الرغم من الحيل السخيفة والتصريحات الخارقة، فإن الأمل ما زال يظل في القنوات القانونية والنزاهة. فقط لنتمنى أن يكون لدينا خاتم سليمان حقيقي يمكنه أن يفتح أبواب الفرص بلا تعقيدات.