بحث الزوج عن صديقة قد تتحول إلى زوجة بديلة: الأسباب والدوافع في المجتمع المغربي
دابا ماروك
استهلال
في المجتمعات التقليدية، تُعتبر العلاقات الزوجية مؤسسة مقدسة تتطلب الاحترام والالتزام. ومع ذلك، فإن هناك ظاهرة تكثر في المجتمع المغربي، وقد تنطبق على مجتمعات أخرى، وهي بحث الزوج عن صديقة قد تتحول إلى زوجة بديلة، أو “خليلة”. هذه الظاهرة نادراً ما تُناقش في الصحافة أو في الموائد المستديرة، مما يجعلها طابوهاً يستحق التوقف عنده لتحليله وفهم أبعاده الاجتماعية والنفسية.
الأسباب والدوافع
1. الملل من المشاكل الزوجية
بعض الرجال يجدون أنفسهم متزوجين من نساء يحببن المشاكل ويختلقنها، حتى وإن لم تكن هناك أسباب حقيقية. هذا النوع من العلاقات يولد شعوراً بالملل والتوتر لدى الرجل، مما يدفعه للبحث عن الراحة والهدوء في علاقة خارجية.
2. الهيمنة النسائية
المرأة التي تحاول أن تكون “جنرالا” في البيت، تفرض سيطرتها على كل جوانب الحياة الزوجية، مما يجعل الرجل يشعر بفقدان دوره ومكانته. هذا النوع من العلاقات يدفع الرجل لقضاء أغلب وقته خارج البيت، وبالتالي يلتقي بامرأة أخرى تعيد إليه شعوره بالأنوثة والراحة التي افتقدها في بيته.
3. الضغط النفسي وعدم توفير بيئة مريحة
بعض النساء لا يوفرن لأزواجهن ظروف الراحة النفسية ويعملن على خلق بيئة معيشية مليئة بالتوتر والضغوط. قد يكون ذلك بسبب الطموح المادي الزائد أو محاولة زعزعة استقرار الزوج الوظيفي والسياسي، مما يدفع الرجل للبحث عن علاقة خارجية تعوضه عن هذا النقص.
4. التأثيرات الطفولية
بعض الرجال الذين حرموا من طفولة سوية نتيجة ظروف اجتماعية أو عائلية قاسية، قد يتبعون سلوكا غير مستقرا حتى بعد الزواج. هؤلاء الرجال، حتى لو تزوجوا بأكثر من امرأة، قد يستمرون في البحث عن علاقات خارجية بسبب نقص الاستقرار العاطفي والنفسي.
5. العلاقة الطويلة قبل الزواج
قد تبدأ بعض العلاقات قبل الزواج وتستمر لفترة طويلة، حيث يبدو أن الطرفين يعيشان قصة حب متكاملة. ومع ذلك، قد تكون هذه العلاقة مبنية على الكذب المتبادل أو الكذب من طرف واحد. في هذه الحالة، قد يتظاهر أحد الطرفين بصفات وشخصيات غير حقيقية ليظهر بمظهر مثالي أمام شريكه.
بعد الزواج، تنكشف الحقائق وتظهر الصفات الحقيقية للطرفين، مما يؤدي إلى صدمة كبيرة. قد يفاجأ الزوج بامرأة تختلف تماماً عما كان يعتقد أنه يعرفها، مما يؤدي إلى نشوب صراعات وخلافات داخل المنزل. هذا التغير الجذري في العلاقة يؤدي إلى توتر واحتقان داخل الأسرة، حيث يشعر الزوج بخيبة أمل كبيرة ويجد نفسه غير قادر على التأقلم مع الوضع الجديد.
نتيجة لذلك، قد يبدأ الزوج في البحث عن الحنان والاهتمام خارج إطار البيت، باحثاً عن امرأة تفهمه وتقدره بعيداً عن المشاكل والصراعات اليومية التي يواجهها مع زوجته. هذا السلوك يعكس حالة من الهروب من الواقع المؤلم والرغبة في العثور على السعادة والراحة النفسية في مكان آخر.
6. التغيير بعد إنجاب الأبناء
توجد حالات أخرى حيث تتغير الزوجة بعد إنجاب الأبناء. في البداية، قد تظهر الزوجة بمظهر مختلف تماماً عن حقيقتها، ولكن بعد إنجاب الأبناء، قد يتغير سلوكها بشكل ملحوظ، مما يزعزع استقرار العلاقة الزوجية. هذا التغيير يمكن أن يشمل زيادة في المطالب، نقص في الاهتمام بالزوج، أو حتى تغيرات سلبية في الشخصية، مما يدفع الرجل للبحث عن علاقة جديدة تعوضه عن هذا التغيير المفاجئ.
الحالات المتعددة
تتعدد الحالات التي تدفع الرجل للبحث عن علاقة خارجية، منها:
- المرأة المادية: التي تركز على المال والماديات بشكل مبالغ فيه، مما يسبب توتراً وضغطاً على الزوج.
- المرأة غير الداعمة: التي لا تقدم الدعم العاطفي والنفسي اللازم للزوج، مما يجعله يبحث عن هذا الدعم خارج المنزل.
- المرأة المتطلبة: التي تطلب الكثير من الزوج دون أن تقدم مقابلاً مناسباً، مما يشعره بالإرهاق والحاجة للبحث عن علاقة أخرى تكون أكثر توازناً.
الخلاصة
إن بحث الزوج عن صديقة قد تتحول إلى زوجة بديلة هو موضوع حساس ومعقد، يتطلب دراسة معمقة لفهم أسبابه ودوافعه. ينبغي أن يتم تناول هذا الموضوع بجرأة وشفافية في الصحافة وفي النقاشات الاجتماعية، بحضور علماء الاجتماع والنفس، لتقديم حلول تساعد في تحسين العلاقات الزوجية وتجنب هذه الظاهرة السلبية.
الختام
نقول هذا وبابنا مفتوح أمام كل وجهات نظر كل من يريد إثراء هذا الموضوع. كاتبونا على العنوان الإلكتروني التالي: