مجتمع

ظاهرة الغش في التعاملات التجارية والخدماتية في المغرب: تحليل واقع ومظاهر

دابا ماروك

يشهد المغرب في الآونة الأخيرة انتشارًا متزايدًا لظاهرة الغش في مختلف القطاعات التجارية والخدماتية، مما يؤثر سلبًا على جودة الخدمات والمنتجات المقدمة للمواطنين. تتجلى هذه الظاهرة في عدة مجالات، مما يعكس غياب الصدق والأمانة في التعاملات اليومية.

  1. غش التجار في الوزن: أحد أبرز مظاهر الغش هو التلاعب في وزن المنتجات. يشتكي العديد من المواطنين من أن التجار يقومون بالغش في الوزن بشكل غير عادل، حيث يعمدون وضع حديد في أسفل الميزان التقليدي، لنقص الخضر ورفع الوزن. الامر لا يقتصر على بائعي الخضر، حيث يحصل الأمر في المخابز التي وفي ظل غياب المراقبة يضيفون السكر، ويتعمد معظمهم الغش في وزن الخبز، مما يؤدي إلى تقديم كميات أقل مما يدفعه الزبون.
  2. تلاعب الجزارين: الجزارون أيضًا ليسوا بمنأى عن هذه الظاهرة، حيث يقوم بعضهم بزيادة ملتوية في وزن العظم والشحم في اللحوم المفروشة، بل يفرض على الزبائن إضافة غرامات “بزز” من أجل دفع ثمن زائد للحوم التي لا تتوافق مع مع رغبتك. هذا التلاعب يؤدي إلى استغلال المستهلكين بشكل غير عادل.
  3. غش الحرفيين: في قطاع الحرفيين، يعاني الكثير من الزبائن من الغش والخداع، حيث يقوم بعض الحرفيين بزيادة تكاليف الخدمات أو تقديم جودة أقل مما هو متوقع. رغم وجود بعض الاستثناءات النادرة، إلا أن الغش أصبح سمة شائعة في هذا المجال.
  4. المؤسسات التعليمية الخاصة: أصبحت بعض المؤسسات التعليمية الخاصة تركز على الجوانب المالية على حساب جودة التعليم. تتعمد هذه المؤسسات رفض قبول التلاميذ الذين يتأخر آباؤهم عن دفع الواجبات الشهرية، مما يعد غشًا في أداء الرسالة التربوية التي يفترض أن تكون قائمة على تقديم التعليم الجيد دون التلاعب بالمسائل المالية.
  5. غلاء الأسعار في محلات العقاقير: تقوم بعض المحلات التي تتاجر في العقاقير برفع أسعار المواد بشكل مبالغ فيه، خاصةً عندما يتعاملون مع زبائن يعرفون أنهم غير دائمين أو يظهرون كأشخاص خجولين. هذا السلوك يعكس استغلالًا مباشرًا للزبائن وعدم احترام للمبادئ الأخلاقية في التجارة.
  6. سلوكيات سائقي الطاكسيات: تعد سلوكيات بعض سائقي صغار الطاكسيات أيضًا من بين مظاهر الغش. يسعى البعض منهم لزيادة الأجرة بطرق غير شرعية أو بتضخيم الأجرة بشكل غير مبرر، مما يؤدي إلى استغلال الركاب وتحقيق دخل غير عادل.
  7. غياب الصدق والمعقول: عمومًا، غاب الصدق والمعقول في التعاملات التجارية والخدماتية، حيث أصبح الهدف الأساسي لبعض الأفراد هو الاستفادة على حساب الآخرين. هذه الظاهرة تعكس تحولًا في القيم والمبادئ الأخلاقية وتؤثر بشكل كبير على الثقة بين المتعاملين.

نحن لا نهدف إلى تقديم صورة سلبية عن الواقع، بل نريد عرض الحقائق كما يراها الناس بهدف تشخيص الوضع وتعزيز الوعي بضرورة تحسين سلوكيات التعامل وتعزيز قيم الأمانة والصدق في مختلف المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى