تدهور القدرة الشرائية في المغرب: غلاء الأسعار يرهق المواطنين
محمد الفضالي
يعيش المغاربة اليوم في ظروف صعبة للغاية بسبب غلاء المعيشة وتراجع القدرة الشرائية نتيجة الارتفاع المستمر في أسعار جميع المواد الاستهلاكية، حتى الشوكولاتة لم تسلم من هذه الزيادات. هذه الأوضاع تتفاقم دون أن يشعر بها الكثيرون.
تشهد الأسعار ارتفاعاً في كل المواد، وحتى صندوق المقاصة الذي تتحكم فيه الحكومة، لم يعد يقدم الدعم للمواطن، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بمناسبة عيد الأضحى الأخير، حيث قفز سعر قنينة الغاز دفعة واحدة من 40 إلى 50 درهماً. هذا دون الحديث عن البنزين، الذي يبدو أنه يخدم مصالح نفس الفئة التي تستفيد من هذه الزيادات، ما يستفز مشاعر المواطنين.
الحكومة التي وصلت إلى السلطة عبر “صناديق الاقتراع” تبدو وكأنها تتحدى الشعب، أو كأنها تنتقم من هؤلاء المواطنين المغلوبين على أمرهم، الذين تعبوا من تكبد وطأة الزيادات المتتالية التي لا تتناسب مع قدرتهم الشرائية بسبب ضعف الأجور وغلاء المعيشة.
الواقع يوضح أن العديد من المواطنين لم يتمكنوا من شراء خروف العيد، واليوم نسمع أن مدينة أصيلة التي اعتاد سكانها على الانتعاش الاقتصادي في فصل الصيف نتيجة للحركة التجارية وإيرادات الإيجار، أصبحت خاوية. الطبقة المتوسطة، التي كانت تجد في أصيلة وجهة لقضاء الصيف، تضررت بشدة. الأثرياء والمرتشون لا يحتاجون إلى استئجار شقة أو غرفة، لأنهم يمتلكون العقارات الثانوية في المدن الساحلية وفي مختلف الجهات، ولا يواجهون صعوبة في الحصول على أي شيء حتى لو كان في المريخ.
هذا الصيف يعد واحداً من أصعب الفصول التي يواجهها المواطن المغربي، إذ لم يعد يستطيع توفير ما يكفي لقضاء أوقات ترفيهية تخفف عنه الضغوط والديون التي تثقل كاهل معظم الأسر المغربية.
نقول هذا ونحذر من غياب الحس الإنساني، سيما وأن الأمور لم تعد تبشر بالخير.
اللهم بلغنا.