مجتمع

وخزة: واقع لا مراء فيه

يحكي الراوي والعهدة عليه:” تمكن المتسولون النازحون من خارج المدينة أخيرا بعد أن تضاعفت أعدادهم واشتد عودهم عقد اجتماع، وقرروا إحداث نقابة أو جمعية تدافع عن حقهم في التسول والارتزاق والكف عن مضايقتهم والاعتراف بهم وبتناسلهم.”

ولا ندري كيف أمكن لكل هذه الجحافل من المتسولين أن يجتمعوا هكذا في نفس اليوم والساعة والمكان ولا كيف رسموا خريطة اقتحام المجتمع المدني.

ولم يخبرنا الراوي هل نجح الاجتماع أم تمت مواجهته بعصي رجال الحال..كل ما نعلمه هو أن المدينة ضاقت بجحافل المتسولين والشحاذين، وهو ما قد يشفع لهم في تأسيس جمعية أو حزب كبير، سيما وقد سبق لوكالة “رويترز” الإخبارية أن أفادت أن الإحصائيات الرسمية تؤكد أن عدد المتسولين بالمغرب وصل 195 ألفا و950 متسولا، 48،90 % منهم رجالا، فيما 51،80 نساء. وفي استطلاع للرأي سبق أن أنجز في الموضوع، أكدت نتائجه أن 70 % من المغاربة المشاركين فيه يصطفون مع القانون ويؤيدون منع الظاهرة.

ولأن التسول فنون، فها نحن أمام مظاهر شتى من التسول التي نصبح عليها ونمسي. فأينما وليت وجهك هناك متسولون ولكل طريقته في التسول. فهذا يعرض عليك عاهة تفيد أنه غير قادر على العمل وأن من واجبك أن تساهم في جبر عطالته المكرهة هذه. وهناك من يجر أبناءه أمامه ليفهمك بأن الأمر لا يتعلق به شخصيا، بل بهذه الأفواه الصغيرة الجائعة..وهناك من يستأجر رضعا لاستدرار عطف الناس.

وإذا كنا لا نعمم، فقد ابتلي العمل الجمعوي منذ وقت طويل بصنف من المتسولين، تراهم يهرولون وراء أي “دعم” سواء من الداخل أو من الخارج، حيث تفننوا في إعداد ملفات ونفخ الأرقام من أجل الوصول إلى “الخابية”، حيث وبهدف إعطاء الأمر مصداقية مفترى عليها، فإنهم ينظمون أنشطة روتينية تسعى لتبرير الأرقام عوض المصلحة العليا التي يدخل في سياقها العمل التطوعي النبيل.

هو الواقع لا مراء فيه، ونسأل الله اللطف.

محمد الفضالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى